دُخان رواية تعيد للأدب الخليجي سحره !!

منذ زمن طويل لم تأسرني رواية كما أسرتني “دُخان” للكاتب القطري الأستاذ أحمد عبدالملك

دُخان رواية تعيد للأدب الخليجي سحره !!
دُخان رواية تعيد للأدب الخليجي سحره !!

فيصل خزيم العنزى الكويت 

منذ زمن طويل لم تأسرني رواية كما أسرتني “دُخان” للكاتب القطري الأستاذ أحمد عبدالملك .. كنت أظن أن سحر الرواية الذي طربت له في “الأسود يليق بكِ” للروائية الكبيرة أحلام مستغانمي لن يتكرر سريعاً لكن “دُخان” خالفت ظنوني وأعادت إلى روحي ذلك الشغف الأدبي الذي يهز المشاعر ويأسر الخيال !!

الرواية ليست مجرد سردٍ للأحداث بل نافذة مشرعة على قطر والخليج في بدايات الخمسينيات زمن التحولات الكبرى وبدايات صناعة النفط .. اختار الكاتب مدينة دُخان
تلك البقعة الهادئة في شمال غرب قطر لتكون مسرحاً لأحداث القصة ونشأة بطلها عبدالرحمن الوجدي
الشاب الطموح الذي بدأ حياته موظفاً بسيطاً في شركة النفط قبل أن يحمل أحلامه ويطرق أبواب وزارة الخارجية .

بنجاحه في الاختبارات والتحاقه بالسلك الدبلوماسي
تتفتح أمام عبدالرحمن أبواب العالم ليخوض رحلة من التحديات والنجاحات .. مروراً بعلاقة زواج تقليدي لم يكتب له الاستمرار وصولاً إلى قصة عشق مميزة بابنة لورد إنجليزي من عائلة أرستقراطية .. وهنا تتجلى براعة الكاتب في تصوير التباين الثقافي والاجتماعي بين الشرق والغرب
بلغة رصينة وأسلوب سردي ممتع ..

“دُخان” ليست فقط حكاية شاب طموح بل مرآة لملامح الحياة في قطر والخليج وخصوصاً للمحبين لعوالم لندن وسحرها إذ يكتب المؤلف مذكراته الدبلوماسية بأسلوب يجمع بين الدقة التاريخية والجاذبية الروائية ليضع القارئ في قلب الأحداث ..

هي رواية أنصح بقراءتها فهي تجمع بين العمق السردي والسلاسة اللغوية ولكل من يريد التعرف على تفاصيل الحياة الاجتماعية والسياسية في الخليج في مرحلة التأسيس ولكل من يبحث عن رواية قادرة على أن تطرب القلب والعقل معاً .
-