تأميم قناة السويس: حرب خاضها عبد الناصر وكان لابد منها

سوسن زايد- كفرالشيخ
في 26 يوليو 1956، أعلن الرئيس جمال عبد الناصر تأميم شركة قناة السويس البحرية، مما أدى إلى اندلاع العدوان الثلاثي على مصر من قبل بريطانيا وفرنسا وإسرائيل. على الرغم من أن هذه الخطوة كانت سببًا مباشرًا للحرب، إلا أنها كانت حربًا كان لابد منها.
لم تكن بريطانيا مستعدة لتخلي عن السيطرة على قناة السويس، التي كانت تمثل ممرًا ملاحيًا دوليًا مهمًا في ذلك الوقت. حتى لو كان عقد الامتياز ينص على 99 سنة، لم تكن بريطانيا ستخرج وتنهي العقد. الدليل على ذلك هو أن بريطانيا لا تزال تحتل جبل طارق في إسبانيا منذ ثلاثة قرون، رغم انتهاء امتيازها من عقود. كما تحتل جزر الفوكلاند الأرجنتينية حتى الآن.
بالإضافة إلى ذلك، هناك معاهدة القسطنطينية التي وقعتها الدول العظمى بخصوص قناة السويس في أكتوبر 1888. تنص المعاهدة على أن بعد انتهاء امتياز القناة للشركة، تؤول إدارة قناة السويس للإدارة الدولية وليست لمصر. هذا يعني أن عبد الناصر، الذي كان رجلًا استراتيجيًا، كان على دراية بأن مصر لن تحصل على السيطرة على القناة حتى لو انتهى امتياز الشركة.
كانت هذه الأحداث تدل على أن العدوان الثلاثي على مصر كان نتيجة مباشرة لتأميم قناة السويس. ومع ذلك، كان هذا التأميم خطوة ضرورية لاستعادة مصر سيطرتها على قناة السويس والاستفادة من عائداتها. كما كان التأميم خطوة نحو التحرير الحقيقي لمصر من الاحتلال البريطاني.
وفي الختام، كان تأميم قناة السويس خطوة مهمة في تاريخ مصر، وأدت إلى اندلاع العدوان الثلاثي. ومع ذلك، كانت هذه الخطوة ضرورية لاستعادة مصر سيطرتها على قناة السويس والاستفادة من عائداتها. كما كانت خطوة نحو التحرير الحقيقي لمصر من الاحتلال البريطاني.