من هنا نبدأ...تطوير الذات وبناء الثقة… سلاح الإنسان لمواجهة تحديات العصر 

✍ بقلم: د. مدحت يوسف
???? بتاريخ: 14 / 9 / 2025

إن الإنسان في هذا العصر يعيش وسط موجات متلاحقة من التغيرات والتحديات، حيث تتسارع التكنولوجيا ويزدهر الذكاء الاصطناعي، فتزداد الضغوط وتتشابك المسؤوليات. غير أن الحقيقة الثابتة هي أن جميع التحديات يمكن التغلب عليها؛ علم ذلك من علم وجهل ذلك من جهل. فالفرق بين من ينهض ومن يتعثر هو القدرة على تطوير الذات وبناء الثقة بالنفس، لأنهما السلاح الحقيقي الذي يمكّن الإنسان من الثبات والمضي قدماً.

???? الثقة بالنفس ليست مجرد شعور عابر، بل هي يقين داخلي يولد من الإيمان بالله أولاً، ثم من معرفة الإنسان لقيمته واحترامه لقدراته. وهي بعيدة عن الغرور أو التكبر، بل تقوم على التواضع الواعي الذي يجعل الإنسان محبوباً لدى الآخرين، محترماً بينهم، قادراً على التأثير فيهم. إن من يثق بنفسه يدرك أن العقبات ليست نهايات، بل هي بدايات جديدة لرحلة نجاح أكبر.

???? أما تطوير الذات فهو الخطوة العملية التي تسبق الثقة وتدعمها. فهو عملية مستمرة يسعى فيها الفرد لاكتشاف نقاط قوته، وتصحيح جوانب ضعفه، وتنمية مهاراته بما يتناسب مع متطلبات عصره. والتطوير ليس مقصوراً على المعرفة النظرية، بل هو سلوك يومي يتجسد في التعلم المستمر، والمثابرة، والانفتاح على التجارب، والقدرة على التكيف مع كل جديد دون أن نفقد هويتنا وقيمنا.

???? ولأن الحياة لا تخلو من صعوبات، فإن مواجهة التحديات تتطلب إرادة صلبة لا تعرف التراجع. فمن يضع أهدافاً واضحة أمامه، ويعمل بخطوات ثابتة لتحقيقها، سيجد أن الخوف يتبدد مع أول محاولة، وأن الثقة بالنفس تكبر مع كل نجاح يحققه مهما كان صغيراً. فالإنسان الذي يطور ذاته، ويتحدث مع نفسه بإيجابية، ويتوقف عن مقارنة نفسه بالآخرين، يصبح أكثر قوة، وأكثر قدرة على السيطرة على مساره في الحياة.

???? إن بناء الذات وتعزيز الثقة ليسا شأناً فردياً فقط، بل هما ركيزة من ركائز بناء المجتمع. فالمجتمع القوي يقوم على أفراد أقوياء واثقين بأنفسهم، قادرين على الإبداع والابتكار، متمسكين بهويتهم الوطنية، منفتحين على العالم دون أن يفقدوا أصالتهم. ومن هنا فإن تطوير الذات والثقة بالنفس هما الطريق الحقيقي لتجاوز كل ما يحيط بنا من تقلبات وصعوبات، والانطلاق نحو مستقبل مشرق نصنعه بإرادتنا وعزيمتنا.
@topfans 
خطى الوعي DrEng Medhat Youssef Moischool