ضربة إسرائيل لإيران كان متوقعاً ولكن !!

في عالمٍ تتسارع فيه الأحداث وتتشابك فيه المصالح

ضربة إسرائيل لإيران كان متوقعاً ولكن !!
ضربة إسرائيل لإيران كان متوقعاً ولكن !!

فيصل خزيم العنزى

في عالمٍ تتسارع فيه الأحداث وتتشابك فيه المصالح .. لم تكن الضربة الإسرائيلية الأخيرة لإيران مفاجئة من حيث التوقيت أو الأهداف .. بل الغرابة الحقيقية كانت في غياب الجاهزية الإيرانية رغم كل المؤشرات السابقة .. فقد طال الاستهداف كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين وكأن أجهزة الدولة الإيرانية لم تكن تتوقع هذا التصعيد
أو لم تكن مستعدة لردعه ؟!

لكن التساؤل الأهم : كيف وصلت الأمور إلى هذا الحد ؟ وكيف تتعمق إسرائيل في العنف والعمليات العسكرية بهذا الشكل بينما العالم يكتفي بالمشاهدة .. وكأن الدم المسفوك لا يستحق الغضب إلا إذا كان على مزاج السياسة الدولية ؟

منذ لحظة هبوط الطائرة الفرنسية في مطار طهران عام 1979 وسقوط النظام الملكي بدأت إيران تُستخدم أداةً لتحقيق أجندات إقليمية ودولية .. فبدلاً من أن تكون قوة توازن في المنطقة تم توجيهها لضرب العمق العربي والتدخل في العراق وسوريا ولبنان واليمن !!
هذا النهج إلى جانب الخطاب الطائفي المتشدد أدى إلى شرخ كبير في علاقة العرب مع إيران .. حتى باتت شعوبٌ عربية تنظر إليها كعدو لا كجار مسلم تجمعنا به الثقافة والتاريخ والدين !!

لكن الغريب اليوم أن الدور الإيراني بدأ ينقلب على ذاته فبعد أن استخدمها الغرب كورقة ضغط على العرب .. ها هو الغرب نفسه ينقلب عليها وتبدأ إسرائيل بتنفيذ أجندتها ضدها وسط صمتٍ دوليٍ يُثير الكثير من علامات الاستفهام !!

وما يُحزن في المشهد الإيراني ليس السياسة بل الشعب .. هذا الشعب العريق الذي ينتمي لحضارة عظيمة عمرها آلاف السنين
والذي قدّم للإنسانية فيلسوفاً مثل ابن سينا وشاعراً مثل حافظ الشيرازي .. وفناً راقياً في العمارة والموسيقى والطب يُعاني اليوم من الفقر والقمع والإحباط .. وعندما خرجت الجماهير في “الثورة الخضراء” بقيادة المفكر الإصلاحي مير حسين موسوي
كانت الفرصة سانحة للتغيير السلمي والبناء الداخلي لكنّها قُمعت بشدة .. بل وبصمت دولي فاضح .. بل وتواطؤ إعلامي غير مباشر !!

لقد كان يمكن لإيران أن تكون بلداً مزدهراً
مفتوحاً على العالم .. يعتمد على طاقاته البشرية والعلمية وسياحته وثرواته .. بدلاً من أن تُستهلك في مشاريع توسعية أنهكت الداخل الإيراني وولّدت عداءً مع محيطه العربي !!

ندعو الله أن يحفظ الشعب الإيراني المسلم الطيّب والودود وأن يكتب له مستقبلاً أفضل يعيد له مجده ويُصلح له شأنه .. بعيداً عن النزاعات والصراعات التي استنزفت طاقاته وأهدرت كرامته .. فإيران بلد يستحق الحياة … لا الموت !!