من هنا نبدأ... لا تجعلوا أعمال الخير والمجاملات سلعة انتخابية.. الإخلاص طريق النجاة
في ظل ما نراه في هذا العصر الحديث من مظاهر دخيلة تفسد المجتمع، برزت آفة خطيرة تُفرغ الأعمال

✍️ بقلم: د.م. مدحت يوسف
???? التاريخ: 22 / 8 / 2025
???? في ظل ما نراه في هذا العصر الحديث من مظاهر دخيلة تفسد المجتمع، برزت آفة خطيرة تُفرغ الأعمال الصالحة والسلوكيات الاجتماعية الراقية من معناها الحقيقي، وهي استغلالها في الدعاية الانتخابية وجعلها وسيلة لكسب الأصوات والمكاسب. لقد تحولت أعمال الخير التي كانت تجارة مع الله وحده إلى أوراق انتخابية، وهذا انحراف يُفقدها روحها الصافية ويحوّلها إلى مجرد أدوات دنيوية زائلة.
???? لقد رأينا – وللأسف – مسابقات تحفيظ القرآن تُدرج ضمن الحملات الانتخابية، ومساعدة الفقراء تُستغل كوسيلة للتأثير على الناخبين، وامتد الأمر إلى سلوكيات اجتماعية أصيلة كانت عنواناً للمروءة والإنسانية في المجتمع: حضور العزاء لمواساة أهل الميت، مشاركة الناس في الأفراح إدخالاً للسرور عليهم، عيادة المرضى تطييباً لخاطرهم، المساعدة على الزواج دعمًا للشباب، تنظيم رحلات العمرة تيسيراً على الناس… كل هذه القيم النبيلة تحولت عند البعض إلى مسرحيات انتخابية تُمارس أمام عدسات الكاميرات وشعارات الدعاية، لا لوجه الله ولا لحق الأخوة، وإنما لكسب رضا الناس على حساب رضا الله.
⚠️ أيها المرشحون، أيها الساعون للمناصب: اعلموا أن الخير لا يُقاس بعدد الصور ولا بتصفيق الجماهير، وإنما يقاس بصدق النية وخلوص العمل لوجه الله. إن ما كان لله دام واتصل، وما كان للناس انقطع وانفصل. فمن أراد رضا الله كتب الله له القبول في الأرض والسماء، ومن أراد رياء الناس تركه الله لما أراد، فلا حصل دنيا ولا فاز آخرة.
????️ إن هذه السلوكيات إذا تُركت دون تقويم، فإنها لا تضر فقط من يمارسها، بل تُفقد المجتمع قيمه الأصيلة، وتحوّل العلاقات الإنسانية إلى تبادل مصالح انتخابية. والنتيجة مجتمع هشّ، يفتقد الأمن القيمي والأمان الاجتماعي. أما المجتمع الذي يبني سلوكه على الإخلاص والصدق، فهو مجتمع قوي، آمن، مطمئن، تزدهر فيه الأخوة، ويعم فيه الخير بلا مقابل ولا مصالح.
???? فلنجعل أعمال الخير والمجاملات الإنسانية كلها لله، بعيداً عن المزايدات والمساومات الانتخابية. ولنُربّي أبناءنا على أن حضور العزاء واجب إنساني، ومشاركة الأفراح مودة ورحمة، وعيادة المريض إحسان وفضل، ومساعدة المحتاج عبادة، والمساعدة على الزواج عون للشباب، وتنظيم رحلات العمرة قربة لله، وكلها لله وحده لا لشعار انتخابي ولا لسمعة زائلة. فالمكسب الحقيقي ليس مقعداً في البرلمان ولا مكسباً سياسياً عابراً، وإنما مقعد في الجنة عند أرحم الراحمين، وذلك هو الفوز العظيم.
خطى الوعي @topfans DrEng Medhat Youssef Moischool