من هنا نبدأ …الحياة رحلة قصيرة والأثر هو الخلود
في خضم هذا العصر المليء بالملهيات، تزداد حاجتنا إلى التوقف والتأمل، لنفهم جوهر الحياة ونعي حقيقتها.

✍ بقلم د. مدحت يوسف ???? 27-09-2025
???? في خضم هذا العصر المليء بالملهيات، تزداد حاجتنا إلى التوقف والتأمل، لنفهم جوهر الحياة ونعي حقيقتها. فالحياة في حقيقتها لحظات عابرة، تبدأ بميلاد وتنتهي برحيل، وبينهما مسافة قصيرة نُسميها عمراً. نعيش فيها أفراحاً وأحزاناً، لقاءات وفراقات، ونكتشف مع مرور الأيام أن ما يبقى ليس طول أعمارنا، بل ما تركناه من أثر يضيء طريق من بعدنا.
???? الفراق مؤلم، نعم، لكنه ليس نهاية، بل رسالة تدفعنا أن نحيا الحياة بوعي مختلف. فكل رحيل نراه من حولنا يذكّرنا بأن الوقت قصير، وأن ما علينا فعله هو أن نسامح أكثر، ونحب بصدق، ونعطي بلا انتظار. فما قيمة أن نغادر الدنيا مثقلين بالخصومات والعداوات؟ وما أجمل أن نرحل وقلوبنا نقية، وقد سامحنا وغفرنا لننعم نحن بالسلام قبل غيرنا.
???? المعنى الحقيقي للحياة لا يكمن في جمع المال ولا في السعي وراء المظاهر، بل في أن نزرع الخير ونبني الإنسان ونترك أثراً جميلاً لا يزول. أثر قد يكون كلمة صادقة تبعث الأمل، أو علماً نافعاً، أو عملاً صالحاً، أو موقفاً إنسانياً يظل عالقاً في الذاكرة. وهكذا تُقاس حياة الإنسان بما قدمه، لا بما عاشه من سنوات.
⏳ إن الموت، رغم قسوته، يفتح لنا نافذة للتأمل: كلنا راحلون، ولا أحد يعرف متى يحين موعده. يموت الصغير والكبير، الصحيح والمريض، وتختلف الأسباب ولكن النتيجة واحدة. ولذلك، فإن الحكمة أن نستعد لا بالخوف من النهاية، بل بالعمل من أجل ما بعد النهاية. أن نعيش حياة مليئة بالرضا، مغمورة بالحب، محاطة بالتسامح، غنية بالعطاء.
???? فلنجعل من يقيننا بالموت دافعاً للحياة، ومن ذكرى الراحلين نوراً يضيء لنا طريق البقاء. ولنجعل كل يوم فرصة جديدة لنكتب سطوراً مشرقة في كتاب حياتنا، سطوراً يشهد بها الناس، ويثقل بها ميزاننا عند الله.
???? إن الحياة قصيرة، لكن أثرها باقٍ، ومن يصنع الخير يخلّد نفسه حتى بعد أن يوارى الثرى.
خطى الوعيDrEng Medhat Youssef Moischool@متابعين@أبرز المعجبين