موسى : السيسي ينجو بمصر والسودان وإثيوبيا في قلب الطوفان
في مشهد كاشف لفارق الرؤية بين من يتحرك بعقل الدولة وموازين الاستراتيجية وبين من يغلب عليه الارتجال السياسي وانعدام التنسيق

كتب محمد عطية
في مشهد كاشف لفارق الرؤية بين من يتحرك بعقل الدولة وموازين الاستراتيجية وبين من يغلب عليه الارتجال السياسي وانعدام التنسيق
قال عبدالنبي موسى عضو الهيئة العليا السابق لأحزاب الغد وإرادة جيل أن كل من السودان وإثيوبيا شهدت مؤخراً موجة مروعة من الفيضانات والانهيارات الإنسانية جراء أمطار غزيرة ضربت الهضبة الإثيوبية ما اضطر أديس أبابا لفتح بوابات سد النهضة بشكل مفاجئ ودون أدنى درجات التنسيق مع دولتي المصب وعلى رأسهما السودان الذي وجد نفسه في مواجهة كوارث غرق وتشريد عشرات الآلاف من سكان القرى والمدن.
وأضاف عبدالنبي موسى أن ما حدث للسودان وإثيوبيا هو نتيجة مباشرة لغياب التنسيق الفني والاستراتيجي مع مصر في مشهد يعكس الثمن الفادح الذي تدفعه الدول حينما تتجاهل صوت الحكمة والنصيحة الرصينة الصادرة عن القاهرة منذ سنوات بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي لم يتوقف يوماً عن التحذير من مخاطر السلوك الأحادي في ملف سد النهضة ودعا مراراً وتكراراً إلى ضرورة التوصل لاتفاق قانوني ملزم يراعي مصالح الدول الثلاث ويحول دون الدخول في أزمات بيئية وإنسانية مدمرة كالتي نراها اليوم
وفي سياق متصل تابع موسى: أن تلك التحذيرات للرئيس عبدالفتاح السيسي والتي حملت قدرا هائلاً من الوعي الاستباقي والحرص على استقرار الإقليم قوبلت من جانب السودان بتذبذب غير مبرر في المواقف ومن جانب إثيوبيا بسياسة فرض سياسة الأمر الواقع ليتحقق للأسف السيناريو الذي طالما حذر منه السيسي وتغرق السودان وترتبك إثيوبيا داخلياً في وقت وقفت فيه مصر حصنا منيعاً لم تطلها الكارثة نتيجة إدارة رشيدة للأزمة تستند إلى بنية تحتية مائية متطورة وخطط استباقية شاملة تبناها الرئيس السيسي منذ اليوم الأول انطلاقاً من عقيدة الدولة المصرية التي لا تترك شيئاً للصدفة ولا تتهاون في مقدراتها القومية
وأكد عبدالنبي موسى انه بات واضحاً أن تجاهل نصائح مصر ليس مجرد خلاف سياسي بل مغامرة خطيرة تقود إلى كوارث ميدانية وهو ما تجسد اليوم بوضوح لتؤكد الأيام أن السيسي لم يكن يبالغ حين تحدث عن خطورة التعنت الإثيوبي ولا عن تبعات ازدواجية المواقف السودانية بل كان يقدم رؤية من طراز رفيع أثبتت الكارثة أنها الأقرب إلى منطق العقل ومسؤولية القائد لتبقى مصر رغم كل الاستفزازات نموذج الدولة التي تسبق بخطوات وتحمي شعبها وتحذر جيرانها وعلى الآخرين الآن أن يعيدوا حساباتهم قبل أن تأتي الفاتورة القادمة.