أوقاف مصر تحتفل بالعام الهجري بمسجد الإمام الحسين
احتفلت وزارة الأوقاف بالعام الهجري الجديد، في رحاب مسجد الإمام الحسين رضي الله عنه وأرضاه بالقاهرة، وأوضحت الاحتفالية أن الهجرة النبوية الشريفة لم تكن تخليًا عن الوطن، بل

بسيوني الجمل
احتفلت وزارة الأوقاف بالعام الهجري الجديد، في رحاب مسجد الإمام الحسين رضي الله عنه وأرضاه بالقاهرة، وأوضحت الاحتفالية أن الهجرة النبوية الشريفة لم تكن تخليًا عن الوطن، بل كانت انتقالًا لبناء مجتمع جديد يقوم على الإيمان والحرية والعدل، مع بقاء الشوق والحنين إلى الديار.
الاحتفال برعاية وحضور الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، وبحضور الدكتور إبراهيم صابر خليل محافظ القاهرة نائبًا عن الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، ونخبة من الشخصيات الدينية والوطنية والعلماء والمفكرين والمثقفين.
بدأ الاحتفال بتلاوة آيات من الذكر الحكيم للقارئ الطبيب الدكتور أحمد نعينع، في أجواء إيمانية وروحانية عامرة بالخشوع والتدبر.
وألقي الدكتور عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية كلمة تناول فيها الدروس المستفادة من الهجرة النبوية المشرفة، منها الارتباط بالأوطان، وأن خروج الإنسان من وطنه كخروج روحه من جسده.
ولهذا كان حزن النبي صلى الله عليه وسلم، عند خروجه من مكة، فقد قال وهو يغادرها: «والله إنكِ لأحبُّ أرض الله إليَّ، ولولا أن قومكِ أخرجوني منكِ ما خرجتُ»، وهذا يدل على عمق الانتماء للوطن، وأن فراقه ليس بالأمر الهيِّن حتى وإن كان في سبيل الله.
أشاد الدكتور علاء جانب عميد كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، بجهود وزارة الأوقاف ووزيرها الدكتور أسامة الأزهري، وقال يكفي أن نتأمل هذا التميز الفريد في أعمال التجديد المعماري التي نفذتها وزارة الأوقاف بالتعاون مع رئاسة الجمهورية، في مراقد آل البيت رضي الله عنهم.
حيث حملت هذه الجهود طابعًا استثنائيًّا يعكس عمق التقدير لعظمة المكان، وعلو منزلة آل البيت من شُيِّدت لهم تلك المراقد المباركة.
مع التأكيد على مساعي الوزير وطموحات الوزارة إلى تحمل هذه المسؤولية التاريخية والإنسانية بكل صدق وإخلاص، وفاءً لأمانة الدين، وولاءً للوطن، لاسيما في هذه الأيام المباركة التي تُستنهض فيها الهمم وتُستعاد فيها القيم.
لتبقى مصر منارةً للعلم والدين، ورمزًا للسلام والرحمة في العالم أجمع.
واختتم الاحتفال بابتهال ديني من المبتهل الشيخ محمد عبد الرؤوف السوهاجي، وسط تفاعل روحي من الحضور في هذه المناسبة الشريفة التي ترتبط بأذهان وعقول المسلمين في كل عام.
الاحتفال بحضور الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني وكيل الأزهر الشريف نائبًا عن فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر؛ وسماحة الشريف السيد محمود الشريف نقيب السادة الأشراف؛ وسماحة الدكتور عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية؛ والدكتور عمرو الورداني أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية نائبًا عن فضيلة الدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية.
والدكتور محمد عبد الدايم الجندي أمين عام مجمع البحوث الإسلامية؛ والدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية السابق؛ والقنصل محمد نور سالم نائبًا عن سفير جمهورية إندونيسيا؛ والسفير محمد آيت وعلي سفير المملكة المغربية في القاهرة.
والسفير محمد تريد سفيان سفير ماليزيا في القاهرة؛ والسيد كوجي أحمد نائبًا عن سفير كازاخستان بالقاهرة؛ والدكتور محمد مصطفى الياقوتي وزير أوقاف السودان الأسبق؛ إلى جانب عدد من قيادات وزارة الأوقاف وكوكبة من العلماء والمفكرين.
وفي ختام الحفل دعا وزير الأوقاف الحضور إلى افتتاح المعرض الإلكتروني للهجرة النبوية، والذي ترعاه وزارة الأوقاف وينظمه اتحاد بشبابها، وهو عبارة عن معرض إلكتروني يعرض لأول مرة، يستعرض أحداث الهجرة المشرفة بتقنية إلكترونية متطورة.
داعيًا المولى سبحانه أن يحفظ أرض الكنانة مصر وشعبها وجيشها ورئيسها، وأن يحفظ بلادنا كلها، وأن يطفئ الله نيران الحروب والفتن، وأن يحفظ الله أهلنا في فلسطين وغزة، وأن يبسط الله بساط الرخاء والأمان والسعة على أرض الكنانة مصر.
جدير بالذكر أن وزارة الأوقاف مستمرة في مسارها التطويري غير المسبوق على مستويات متعددة، وعلى رأسها تجديد الخطاب الديني المستنير القائم على فهم واعٍ ودقيق لنصوص الشريعة، والتفاعل الإيجابي مع مقاصدها الكبرى.
وذلك الخطاب الذي تتبناه الوزارة يمثل نقلة نوعية تؤهله لأن يخاطب العالم كله بمختلف لغاته من خلال أدوات العصر الحديثة ووسائل التواصل المعاصرة.