من هنا نبدأ... الابتلاء في زمن التحولات ... من محنة الإنسان إلى منحة الرحمن
في زمن تتسارع فيه الأحداث، وتشتد فيه الأزمات، وتتقاطع فيه الابتلاءات بين ما هو صحي واقتصادي

✍️ بقلم: د. مدحت يوسف
???? 31 يوليو 2025
☑️ في زمن تتسارع فيه الأحداث، وتشتد فيه الأزمات، وتتقاطع فيه الابتلاءات بين ما هو صحي واقتصادي ونفسي واجتماعي، أصبح الإنسان في مواجهة مباشرة مع معاني القلق، والخوف، والضيق، وفقدان السيطرة. ورغم ما وصل إليه العالم من تقدم تقني وعلمي، إلا أن الإنسان لا يزال ضعيفًا أمام تقلبات القدر. وهنا تبرز الحاجة الماسة إلى العودة إلى اليقين، إلى الثبات على الفهم الصحيح لسنة الابتلاء، التي لم تكن يومًا دليلاً على الضعف أو التقصير، بل كانت ـ وستظل ـ أعظم مدرسة إيمانية يرتقي بها عباد الله إلى مقامات الصبر، والرضا، والقرب من الله.
???? إن أعظم ما يلفت النظر في كتاب الله وسنة نبيه ﷺ، أن الابتلاء لم يكن حكرًا على العصاة أو المذنبين، بل كان ملازمًا للمصطفين الأخيار، للأنبياء والمرسلين، وهم أحب الخلق إلى الله، وأقربهم منه منزلة. فمحمد ﷺ، خاتم النبيين، خُتمت به الرسالات وهو في أشد أنواع الابتلاء: يُكذَّب، يُؤذى، يُهاجر، يُحاصر، يُقاتَل، يُفقد أحب الناس إليه. ومع ذلك، كان في قمة الرضا والثقة بالله. وكذلك إبراهيم عليه السلام، أُلقي في النار، ونودي من السماء: "يا نار كوني بردًا وسلامًا على إبراهيم". ولوط ونوح صبرت قلوبهم وسط مجتمعات متحللة، وأيوب عليه السلام نال المرض وفقد الأحباب، ويونس عليه السلام نزل إلى ظلمات البحر، وداوود وسليمان ابتُلوا في الحكم والملك، وموسى عليه السلام طورد وتحمّل شعبًا صعبًا في أحلك الظروف.
هذه الابتلاءات المتنوعة، رغم قدرة الله المطلقة أن يعصم أحب خلقه من كل مكروه، إنما جاءت لتدل على حكمة ربانية: أن طريق الحق محفوف بالتحديات، وأن البلاء معيار للصدق، وميزان للثبات، ومفتاح للتمكين. قال تعالى: "ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين".
✔️ ومن المؤلم أن كثيرًا من الناس في عصرنا يربطون بين البلاء وسوء الحظ أو قلة الحظوظ الإلهية، وينسون أن الله يبتلي عباده على قدر إيمانهم، وأن الابتلاء لا يُنزل إلا بقدر، ولا يقع إلا لحكمة، وأن الله عادل لا يظلم أحدًا. قال النبي ﷺ: "أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل".
???? وإن مما يعين على الثبات في هذا العصر، أن نغرس في نفوسنا ونفوس أبنائنا أن الابتلاء جزء من طبيعة الحياة، وأن الصبر عليه، والرضا به، والعمل على تجاوزه من غير يأس، هو قمة النجاح البشري. فالرضا ليس استسلامًا، بل وعي راقٍ أن الله يعلم ما لا نعلم، ويقدر بحكمته ما لا نراه. والدعاء بالعافية لا يتعارض مع الاستعداد النفسي للبلاء، بل هما جناحا التوازن في حياة المؤمن.
???? فلتكن موجات الحياة بما فيها من شدة ورخاء، طريقًا لفهم أعمق لمعنى وجودنا، وسبيلاً للارتقاء بأنفسنا، لا الانكسار. فإن الحياة لا تستقيم بغير كبد، كما قال تعالى: "لقد خلقنا الإنسان في كبد"، وإن أعظم الهبات الإلهية تأتي في عباءة البلاء، حين يكون سببًا للرجوع، والتأمل، والتغيير.
✅ إن الابتلاء ليس عثرة في الطريق، بل هو جزء من الطريق ذاته، وبه يُغربل الناس، ويُعرف الثابت من المتزعزع، ويُميز المخلص من المتكلف. ولولا الابتلاء، لما ظهرت المعادن النفيسة في النفوس، ولا علت الأرواح إلى درجات المحبة والرضوان. فلتطمئن القلوب، ما دام الله هو المدبر، والرزاق، واللطيف، وما دامت المحن تحمل في طياتها منحًا لا تراها العيون القاصرة.
في زمن التحديات والتحولات... لنُجدّد وعينا، ونُقوّي يقيننا، ونعلم أن البلاء لا يعني البعد عن الله، بل قد يكون هو الطريق الأقرب إليه.
@متابعين@topfansكاميرا مباشر كفرالشيخنواب شبابمحافظة كفرالشيخنواب مصرالبرلمان العربيالبرلمان ع الهواقطاع الهجرة وشئون المصريين بالخارج - وزارة الخارجية جروب المصريين في الرياض حزب مستقبل وطن أمانة محافظة كفر الشيخ حزب الجبهة الوطنية الرياض اليوم الرياض اليوم البيت النظيف clean house محافظة كفرالشيخ جروب شباب الرياض #وزارة_الخارجية_والهجرة_وشئون_المصريين_بالخارج #د_مدحت_يوسف #الأخلاقيات #الجمهوريةالجديدة #أمن_الأوطان #الشخصية_المتكاملة