من هنا نبدأ منظومة الإنسان والتكليف الإلهي
خلق الله الإنسان تكريمًا لا إهانة، واستخلافًا لا استبعادًا، وبثّ في الكون كل ما يلزمه لتأدية رسالته العظيمة التي اصطفاه الله لها. لم يكن الخلق عشوائيًا، بل كان إعدادًا إلهيًا دقيقًا لمنظومة

بقلم: د. مدحت يوسف
خلق الله الإنسان تكريمًا لا إهانة، واستخلافًا لا استبعادًا، وبثّ في الكون كل ما يلزمه لتأدية رسالته العظيمة التي اصطفاه الله لها. لم يكن الخلق عشوائيًا، بل كان إعدادًا إلهيًا دقيقًا لمنظومة متكاملة، هدفها خدمة هذا الكائن الذي جعله الله خليفة له في الأرض.
فمن السماء التي نزل منها الماء، إلى الأرض التي أنبتت الزرع، ومن الرياح التي تُسيّر السحب، إلى الشمس التي تبث النور والدفء، كل شيء خلقه الله بوظيفة محددة، لخدمة الإنسان وإعانته على أداء مهمته. لم تُخلق الجبال عبثًا، ولا تفجرت الأنهار سدى، بل كان ذلك كله جزءًا من خطة تشغيل إلهية تنسجم في تناغم بديع لخدمة من سيحمل التكليف الأعظم: الإنسان.
جمع الله ملائكته وأخبرهم بأنه سيخلق بشرًا، يكرّمه ويمنحه مفاتيح الاستخلاف، فكان آدم عليه السلام أول من نُفخت فيه الروح، بعد أن أعد الله له الجسد والعقل والقلب وكل مقومات الحياة. لم يكن آدم مجرد جسد، بل منظومة إلهية معجزة، تجمع بين الظاهر والباطن، بين المادة والروح.
خلق الله للإنسان أجهزته الحيوية بترابط وتناغم لا يختل، فكل عضو يؤدي مهمته دون أن يتعدى على مهمة الآخر. القلب يدير دورة الحياة الحيوية، يوزع الدم، وينبض بالإيمان أو الغفلة، بحسب صلاحه أو فساده. فإن صلح القلب، صلح الجسد كله، وإن فسد، فسدت المنظومة كلها. والعقل هو القائد الإداري الأعلى، يحلل ويفكر ويقرر، فإذا بلغ رشده واستقام، استحقت هذه المنظومة التكليف، وإذا تعطل أو اختل، سقطت الأهلية، وانحرف المسار.
ولأن الله عدلٌ حكيم، فقد قدّر لكل إنسان رزقه وأجله وعقله وتكليفه منذ ولادته وحتى نهاية رسالته. بل كتب ذلك كله في "الكتاب"، وقدّر ما سيكون إلى يوم القيامة. وجمع ذرية آدم كلها وأشهدهم على أنفسهم، فشهدوا على ربهم أنه الواحد الأحد، ورضوا بالتكليف.
وهكذا أصبحت منظومة الإنسان منظومة إلهية لا خلل فيها، يديرها الخالق وحده، لا يشاركه فيها أحد. هو الذي يعلم سرها ونجواها، ماضيها وحاضرها ومستقبلها. ومن رحمته وعدله، أرسل الرسل والأنبياء، يُذكّرون الإنسان بتكليفه، ويرشدونه إلى الصراط المستقيم، منذ نوح عليه السلام حتى خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم، الذي جاء بشريعة الرحمة والعدل والخير للعالمين.
إنها منظومة التكليف الإلهي... خلق، وإعداد، واستخلاف، ومحاسبة.
كل شيء فيها مقدر، وكل نفس فيها مسؤول.
فهل وعى الإنسان دوره؟ وهل أدرك مهمته؟
وفي أنفسكم أفلا تبصرون؟
@topfans
خطى الوعي محافظة كفرالشيخ رئاسة مجلس الوزراء المصري وزارة التربية والتعليم المصرية شباب وبنات girls & boys كاميرا مباشر كفرالشيخ نواب شباب نواب مصر تطوير الذات والثقة بالنفس القنصليه المصريه بالرياض الطريق الي البرلمان كفرالشيخ الصمت_لغتي كفرالشيخ والناس سفينة المتابعين محاسبة مالية واكسل تنمية المهارات الشخصية والإدارية Psychological side-الجانب النفسي منحة البطالة 2025 منحة البطالة AbdelFattah Elsisi - عبد الفتاح السيسي #وزارة_الخارجية_والهجرة_وشئون_المصريين_بالخارج #انتخابات٢٠٢٥ #مجلسالوزاراء #د_مدحت_يوسف #أمن_الأوطان #الشخصية_المتكاملة #انتخابات #الوطن #حب_الوطن #dancechallenge