من هنا نبدأ.. النجاح لا يصنع في الراحة بل يولد من رحم التحدي

بقلم: د. م. مدحت يوسف
???? 26 يوليو 2025م
نعم من هنا نبدأ...
في خضم هذا التسارع الجنوني الذي نعيشه اليوم، والتغيرات المتلاحقة التي لا تترك مجالاً للركود أو التراخي، تتجلى الحقيقة العظمى التي غفل عنها الكثيرون: أن النجاح الحقيقي لا يولد في بيئات الراحة المطلقة ولا بين أيدي الرفاهية المفرطة، بل يُصنع في ميادين الكفاح، ويتشكل من نار التجربة، ويصقل على سندان التحدي.
إن أعظم الحضارات التي أبهرت العالم لم تكن نتاج ترف أو دعة، بل كانت ثمرة لجهود مضنية، وتضحيات جسام، ومواجهات مصيرية مع الظروف. الإنسان لا يرتقي في سلم الحياة من خلال الترف، بل من خلال الصراع النبيل مع الواقع، والعمل المستمر، والتكيف الذكي مع المتغيرات.
وتأتي تجربة "كون 25" الشهيرة، التي أجراها عالم الحيوان جون كالهون، لتقدم درساً عميقاً ومخيفاً في آن واحد. إذ خلق هذا العالم بيئة مثالية للفئران: طعام وفير، ماء متاح، مأوى آمن، وغياب تام للضغوط، فماذا كانت النتيجة؟ ازدهار مؤقت تبعه انحدار مرعب. ما إن تلاشت الحاجة إلى الصراع والبقاء، حتى بدأت الفئران تفقد معناها في الحياة، وظهرت بوادر التفكك المجتمعي: العدوانية، الانعزال، غياب المسؤولية، المثلية، وأخيراً أكل بعضها بعضاً رغم توافر الطعام. إنه انهيارٌ بدأ من الداخل لا الخارج، ولم ينتهِ إلا بالفناء الكامل.
وهنا نصل إلى جوهر الحقيقة: الحياة بدون هدف، وبدون معاناة بنّاءة، وبدون ضغوط تخلق التحدي، تنقلب إلى حالة من الفراغ القاتل، والكسل العقلي، والانحلال القيمي. وهذا ينطبق على الأفراد كما ينطبق على المجتمعات والدول. كم من أسر كانت تعاني قديماً من شظف العيش وقلة الحيلة، ثم صنعت من ألمها طموحاً، ومن ضيقها حلماً، وأصبحت من رواد المجتمع؟! وكم من أسر كانت تعيش في قمة المجد، ثم تهاوت حين تخلت عن الجد والعمل والتحدي، ووقعت في فخ الراحة الزائفة؟! وكذلك الدول، فالتاريخ مليء بدول عظمى سقطت حينما اتكأت على أمجادها وارتكنت إلى رفاهيتها، وأخرى نهضت من رماد الحروب والمجاعات لأنها آمنت بأن الصعود لا يكون إلا عبر التحدي.
النجاح ليس في وفرة المال، ولا في توافر كل الإمكانات، بل في مواجهة النقص وتحويله إلى فرصة، في تحويل الألم إلى دافع، وفي تحويل الإخفاق إلى خبرة. من يتربى في بيئة تخلو من الأزمات، لن يعرف كيف يحل المشكلات. ومن لم يذق مرارة الحرمان، لن يعرف قيمة الإنجاز.
نعم، الحياة لا تكون حياةً حقيقية إلا إذا احتوت على قدر من الألم، وشيء من الصراع، وكثير من المحاولة. هذه هي السنة الكونية التي أرادها الله عز وجل، ولذلك جاءت الآية الكريمة تؤكد هذه الحقيقة العميقة:
﴿ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض﴾
فيا كل من يسعى إلى بناء مستقبلٍ قوي، وأسرة متماسكة، ومجتمع نابض بالحياة، لا تطلبوا الراحة المطلقة، بل اغرسوا في أبنائكم ثقافة التحدي، وعلّموهم أن الإنجاز لا يأتي صدفة، بل هو حصيلة تعب، وعزيمة، وصبر، وأن النجاح الذي لا يُبنى على المعاناة، لا يُعوّل عليه.
@topfans كاميرا مباشر كفرالشيخ رئاسة مجلس الوزراء المصري خطى الوعي نواب شباب وزارة التربية والتعليم المصرية DrEng Medhat Youssef Moischool تطوير الذات والثقة بالنفس القنصليه المصريه بالرياض كفرالشيخ والناس وزارة التعليم العالي والبحث العلمي المصرية البرلمان العربي البرلمان ع الهوا جريدة المعادي اليوم جريدة الأهرام جريدة الشروق - Shorouk News قطاع الهجرة وشئون المصريين بالخارج - وزارة الخارجية المصرية جريدة الدستور - ElDostor News المجلس القومي للمرأة الثانوية العامة . مبادرة التحدي Challenge Factory Challanges #وزارة_الخارجية_والهجرة_وشئون_المصريين_بالخارج #د_مدحت_يوسف #الأخلاقيات #الجمهوريةالجديدة #أمن_الأوطان #الشخصية_المتكاملة