"مدفع الإفطار.. تاريخ وروايات حول هذا التقليد الرمضاني"
رمضان تعتبر قصة مدفع الإفطار جزءًا من التراث المصري، حيث يعود تاريخه إلى عهد السلطان المملوكي خشقدم في عام 865 هـ - 1455 م

رمضان تعتبر قصة مدفع الإفطار جزءًا من التراث المصري، حيث يعود تاريخه إلى عهد السلطان المملوكي خشقدم في عام 865 هـ - 1455 م.
كان السلطان قد تلقى مدفعًا هدية من صاحب مصنع ألماني، وقرر تجربته عند غروب الشمس في أول يوم من رمضان، فظن سكان القاهرة أن ذلك إيذان لهم بالإفطار.
توجد عدة روايات حول ظهور مدفع الإفطار في القاهرة، منها رواية تقول إن والي مصر محمد علي الكبير كان قد اشترى عددًا كبيرًا من المدافع الحربية الحديثة، وفى يوم من الأيام الرمضانية كانت تجرى الاستعدادات لإطلاق أحد هذه المدافع من فوق القلعة كنوع من التجربة، فانطلق صوت المدفع مدويًا في نفس لحظة غروب الشمس وأذان المغرب.
استمر مدفع الإفطار يعمل بالذخيرة الحية حتى عام 1859 ميلادية، ولكن امتداد العمران حول مكان المدفع قرب القلعة وظهور جيل جديد من المدافع التي تعمل بالذخيرة غير الحقيقية (الفشنك) أدى إلى الاستغناء عن الذخيرة الحية.
تم توزيع 6 مدافع على أربعة مواقع، اثنان في القلعة، واثنان في العباسية، وواحد في مصر الجديدة، وآخر في حلوان، وكانت تطلق كلها مرة واحدة من أماكن مختلفة بالقاهرة، حتى يسمعها كل سكانها.
توقف مدفع الإفطار عن عمله لفترة، ولكن عاد مرة أخرى بناء على أوامر وزير الداخلية أحمد رشدي، ومن المكان نفسه فوق سطح القلعة، طول أيام شهر رمضان وخلال أيام عيد الفطر أيضًا.
أخيرًا، تم نقل مدفع الإفطار إلى جبل المقطم القريب أعلى القاهرة، مما يتيح لكل أبناء العاصمة الكبيرة سماعه. واستمر مدفع الإفطار عنصرًا أساسيًا في حياة المصريين الرمضانية، حتى تم إيقافه نهائيًا في عام 1992.
ومع ذلك يستمر المصريون في الاستماع إلى صوت مدفع الإفطار المسجل عبر أثير الإذاعة المصرية والتلفزيون حتى الآن.