عندما نقرأ عن مجازر 1948..  ونسأل : أين كان العالم ؟

عندما نقرأ عن مجازر عام 1948 تلك التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني بحق الفلسطينيين ..

عندما نقرأ عن مجازر 1948..  ونسأل : أين كان العالم ؟
عندما نقرأ عن مجازر 1948..  ونسأل : أين كان العالم ؟

بقلم فيصل خزيم العنزى 
عندما نقرأ عن مجازر عام 1948 تلك التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني بحق الفلسطينيين .. تتبادر إلى أذهاننا تساؤلات مؤلمة : أين كان العالم؟! 
أين كانت الضمائر الحية والمنظمات الإنسانية والدول التي ترفع شعارات العدالة وحقوق الإنسان ؟ 
لقد كانت دير ياسين والطنطوره وكفر قاسم وغيرُها من القرى الفلسطينية شاهدة على دماء الأبرياء وعلى الجرائم البشعة التي لم تُرتكب في غفلة من العالم بل في صمته المطبق !!

واليوم ونحن نشهد ما يحدث في غزة ندرك تماماً أن التاريخ يعيد نفسه وأن المجرم هو ذاته والضحايا هم أنفسهم وأن المشهد بكل تفاصيله لم يتغير : مجازر دموية تُرتكب أمام كاميرات الإعلام وأطفال يُسحقون تحت الركام وعائلات تُباد بالكامل وبيوت تُهدم على رؤوس ساكنيها .. ثم يأتي من يسأل بخبث أو جهل : لماذا ترك الفلسطينيون أرضهم ؟!
التهجير لم يكن خياراً بل كان قسراً تحت فوهات البنادق وهدير الطائرات وسياط الحصار والجوع والخوف .. لم يترك الفلسطينيون أرضهم رغبةً أو ترفاً بل هُجّروا منها بقوة السلاح والقتل والترويع كما يحدث اليوم في غزة !!
المجازر التي يرتكبها الاحتلال في غزة ليست بعيدة عن تلك التي شهدها التاريخ في 1948 بل هي امتداد لها بل ربما أشد فظاعة ودموية .. الفارق الوحيد هو أن المجازر اليوم تُبث مباشراً والعالم يراها ولا يتحرك يتفرج ولا يُنكر يصمت وربما يُبرّر !!

إن ما يحدث في غزة ليس حرباً بل إبادة جماعية ممنهجة وتهجير قسري يجري أمام أعين العالم .. وهذا يعيدنا لنفس السؤال القديم : أين العالم ؟ لكننا اليوم نعلم الجواب المؤلم : العالم كان ولا يزال متواطئاً إما بصمته أو بدعمه أو بخنوعه !!

ورغم كل هذا بقي الفلسطيني صامداً لم تُمحَ ذاكرته ولم تمت عزيمته ولا يزال متمسكاً بأرضه مؤمنًا بعدالة قضيته ورافعاً صوته في وجه من أراد له الذل والموت !!

فالتاريخ لا يُنسى والحق لا يموت والشعوب الحرة لا تُهزم مهما طال الزمن !!
-