صيام الصحابة في رمضان: قصة يومٍ من الجهاد والصبر

في السنة الثانية للهجرة فرض الله صيام شهر رمضان على المسلمين فاستقبله الصحابة بفرحٍ وشوقٍ رغم ما كانوا يمرّون به من مشقةٍ وجهادٍ في سبيل الله.

صيام الصحابة في رمضان: قصة يومٍ من الجهاد والصبر
صيام الصحابة في رمضان: قصة يومٍ من الجهاد والصبر

في السنة الثانية للهجرة فرض الله صيام شهر رمضان على المسلمين فاستقبله الصحابة بفرحٍ وشوقٍ رغم ما كانوا يمرّون به من مشقةٍ وجهادٍ في سبيل الله.
ومن أعظم المشاهد التي تجلّت فيها صبر الصحابة على الصيام كان يوم غزوة بدر الكبرى التي وقعت في السابع عشر من رمضان.

كان الصحابة في ذلك اليوم صائمين يسيرون في الصحراء الحارقة تحت أشعة الشمس وجوعهم يزداد وعطشهم يشتد لكنهم لم يفكروا في الإفطار بل كانوا يتحملون المشقة في سبيل الله عازمين على مواجهة قريش رغم قلة عددهم وضعف عتادهم.

يُروى أن الصحابي الجليل مصعب بن عمير رضي الله عنه كان يمشي بين المهاجرين والأنصار وهو صائم يمسح العرق عن جبينه ويشجع إخوانه على الصبر والاحتساب مذكّرًا إياهم بفضل الجهاد في رمضان وأن النصر ليس بكثرة العدد بل بتوفيق الله للمؤمنين.

وعندما اشتد الحر جاء بعض الصحابة إلى النبي ﷺ يسألونه عن الإفطار فأذن لمن وجد مشقةً في الصيام أن يفطر فكان من الصحابة من أفطر ومنهم من أكمل صيامه وكلهم كانوا في طاعة الله.
وبعد الغزوة قال النبي ﷺ: “ذهب المفطرون اليوم بالأجر”، إشارةً إلى أن من أفطر ليتقوى على الجهاد نال الأجر العظيم.

وهكذا ظلّ الصحابة يعيشون رمضان في الجهاد والصبر والعبادة حتى صار هذا الشهر عندهم موسمًا للنصر والعزة لا وقتًا للكسل أو الراحة.