العنزى ينبش فى ذاكرة صاحبة الجلالة 

بين يوم وآخر يفاجئ القارئ بموصوع شيق يستشعر الماضى بعفوية ومھارة ادبية متنقة ويعد مرجع لحقبة من الزمن اليوم يعود بنا الأديب الاستاذ فيصل

العنزى ينبش فى ذاكرة صاحبة الجلالة 
العنزى ينبش فى ذاكرة صاحبة الجلالة 

كتب-السيد عنتر 

بين يوم وآخر يفاجئ القارئ بموصوع شيق يستشعر الماضى بعفوية ومھارة ادبية متنقة ويعد مرجع لحقبة من الزمن اليوم يعود بنا الأديب الاستاذ فيصل خزيم العنزى الأمين العام للاتحاد الكشفى للبرلمانيين العرب وابن الكويت الحبيبة ليبحر معنا فى واحدة من جولاته فماذا قال

في القاهرة
من الذاكرة !!
-

صراع هيكل ومصطفى أمين : مواجهة بين عمالقة الصحافة المصرية !!

يُعد مصطفى أمين أحد رواد الصحافة المصرية الحديثة حيث نشأ في بيت زعيم الأمة سعد زغلول الذي كان خال والدته مما جعله قريباً من دوائر السياسة والنخبة .. أسس مع شقيقه التوأم علي أمين جريدة أخبار اليوم عام 1944
فكانت نقطة تحول كبيرة في الصحافة المصرية .. سرعان ما أصبح مصطفى أمين الصحفي المقرب من القصر والحكومة واحتل مكانة بارزة في المشهد الإعلامي إلى جانب كتابته روايات متميزة أظهرت تنوع موهبته !

لكن هذه الساحة لم تظل له وحده فقد ظهر محمد حسنين هيكل الذي سيصبح أحد أبرز الصحفيين السياسيين العرب .. بدأ هيكل مسيرته في جريدة إيجبشيان جازيت وغطّى معركة العلمين خلال الحرب العالمية الثانية ثم التحق بجريدة آخر ساعة بقيادة الكاتب الكبير محمد التابعي .. كانت تقاريره الصحفية عن حرب 1948 نقطة تحول إذ كتب من قلب الجبهات ما أكسبه مصداقية كبيرة وجذب انتباه المسؤولين !

عندما اندلعت ثورة 23 يوليو 1952 كان مصطفى أمين يسعى للحصول على معلومات لكنه فوجئ بأن هيكل كان في قلب الحدث مع الضباط الأحرار وهو ما أصابه بالدهشة
إذ لم يتوقع أن يسبق هذا الصحفي الشاب الجميع بهذه السرعة !!

مع صعود جمال عبد الناصر تغير المشهد الإعلامي فكان هيكل هو الصحفي الأبرز لدى القيادة الجديدة .. وأصبح رئيس تحرير الأهرام محولاً إياها إلى واحدة من أهم الصحف في الشرق الأوسط .. بينما تراجع دور مصطفى أمين خاصة بعد تأميم أخبار اليوم ليصبح مجرد كاتب عادي في الصحيفة التي أسسها بنفسه وهو ما اعتبره ظلماً كبيراً !

وفي عام 1965 ألقي القبض على مصطفى أمين بتهمة التخابر مع السفارة الأمريكية وصدر بحقه حكم بالسجن المؤبد في واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في تاريخ الصحافة المصرية .. ولكن بعد وفاة عبد الناصر وتولي أنور السادات الحكم أُفرج عنه عام 1974 وفي المقابل فقد هيكل نفوذه حيث أُقيل من الأهرام وواجه حملة انتقادات واسعة من أنصار السادات !!

لم تنتهِ فصول الصراع عند هذا الحد ففي عام 1981
اعتُقل هيكل مع عدد من الشخصيات السياسية لكن اغتيال السادات في “حادثة المنصة” غيّر المعادلة إذ أطلق الرئيس حسني مبارك سراحه مع آخرين .. وفي عام 1984 نشر هيكل كتاب بين الصحافة والسياسة عن قضية مصطفى أمين وهو ما أثار ردود فعل غاضبة خاصة من الكاتب موسى صبري الذي هاجمه في كتاب دموع صاحبة الجلالة حيث صوّر شخصية صحفي انتهازي يُعتقد أنه يشير إلى هيكل !

في النهاية .. رغم اختلاف المسارات والآراء لا شك أن مصطفى أمين ومحمد حسنين هيكل كانا من أعمدة الصحافة المصرية والعربية .. حيث اجتمع كلاهما على حب المهنة والتميز فيها .. لكن السياسة كما هو الحال دائماً كانت الفاصل بينهما .