"الطلاق ليس مناسبة للاحتفال.. نحو وعي يحمي الأسر ويصون المجتمع"

في ظل ما نشهده اليوم من صراعات مجتمعية وسلوكيات سلبية أثرت بشكل مباشر

"الطلاق ليس مناسبة للاحتفال.. نحو وعي يحمي الأسر ويصون المجتمع"
"الطلاق ليس مناسبة للاحتفال.. نحو وعي يحمي الأسر ويصون المجتمع"

من هنا نبدأ .. بقلم د. مدحت يوسف

في ظل ما نشهده اليوم من صراعات مجتمعية وسلوكيات سلبية أثرت بشكل مباشر على تماسك الأسر، بات من الضروري التوقف أمام ظاهرة الاحتفال بالطلاق التي أخذت في الانتشار بين بعض فئات المجتمع، خاصة بين الشباب والفتيات. هذه الظاهرة التي تحوّل فيها الانفصال الأسري من موقف مؤلم إلى مناسبة للبذخ والاحتفال، هي انعكاس لخلل في منظومة القيم والوعي.

???? الزواج في أصله ميثاق غليظ، يهدف إلى بناء أسرة مستقرة تكون نواة لمجتمع آمن. ورغم ما قد يشهده من مظاهر إسراف أحيانًا، يظل حدثًا إيجابيًا يرمز للبناء والاستقرار. أما الطلاق، ورغم كونه حلالًا مباحًا في الشريعة الإسلامية عند الضرورة، فهو في حقيقته انهيار لأساس الأسرة، وتفكك للعلاقات، وتشريد للأبناء، وغياب للقدوة.

???? ما يفاقم خطورة الأمر هو غياب الوعي الثقافي والاجتماعي لدى بعض الشباب، وعدم تحمل المسؤولية، مما يؤدي إلى قرارات متسرعة بالانفصال، دون النظر إلى تبعاتها طويلة المدى على الأبناء والمجتمع. هذه الممارسات تهدد الأمن الأسري، وتزرع في النشء نماذج سلوكية سلبية.

???? الأخطر من ذلك هو نشر هذه الاحتفالات على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تتحول إلى محتوى متداول يجذب الفضول ويشجع على تقليد السلوكيات الخاطئة. وهنا تبرز ضرورة التدخل المحوكم من قبل الدولة لوضع ضوابط صارمة تمنع الترويج لمثل هذه الظواهر، لما لها من أثر مباشر في تفكيك الأسر وزعزعة استقرار المجتمع.

???? العلاج يبدأ من الجذور، عبر تفعيل دور التربية السليمة في الأسرة والمدرسة، وتعزيز التعليم القائم على القيم، ونشر الثقافة الزوجية قبل الإقدام على الزواج، مع توفير برامج إرشاد أسري متخصصة تقدم الدعم النفسي والاجتماعي للأزواج.

???? مسؤولية الحد من هذه الظاهرة ليست على طرف واحد، بل هي مسؤولية جماعية تشمل الأسرة، والمؤسسات التعليمية، والهيئات الإعلامية، والدولة. فبقدر ما نحافظ على كيان الأسرة، نحافظ على قوة المجتمع وتماسكه، ونصون مستقبل الأجيال القادمة.
@topfans DrEng Medhat Youssef Moischool خطى الوعي