من هنا نبدأ …المال السياسي أم سياسية العاطفة من يحدد مسار المنافسة والصراعات الحالية

الانتخابات البرلمانية تمثل أسمى صور المشاركة الوطنية ووسيلة للتعبير عن إرادة الشعب في

من هنا نبدأ …المال السياسي أم سياسية العاطفة من يحدد مسار المنافسة والصراعات الحالية
من هنا نبدأ …المال السياسي أم سياسية العاطفة من يحدد مسار المنافسة والصراعات الحالية

بقلم د مدحت يوسف
التاريخ 3 / 12 / 2025

الانتخابات البرلمانية تمثل أسمى صور المشاركة الوطنية ووسيلة للتعبير عن إرادة الشعب في اختيار من يمثلهم في البرلمان في إطار من المسؤولية والوعي الوطني غير أن الواقع الحالي يظهر تحديات غير مسبوقة تؤثر على نزاهة العملية الانتخابية نتيجة تدخل عوامل بعيدة عن روح المنافسة الشريفة أبرزها المال السياسي واستغلال سياسية العاطفة واستخدام بعض وسائل الإعلام للتشهير والإساءة

لقد أثبتت التجارب أن المال السياسي لا يخلق شرعية ولا يعزز الثقة بل يترك آثارا سلبية على وعي الناخبين فهو يحول الصوت من حق دستوري إلى سلعة ويضعف مصداقية العملية ويؤدي إلى عزوف الكفاءات الحقيقية عن المشاركة في الوقت نفسه قد يستغل البعض سياسية العاطفة لإرباك تقييم الناخبين وتحويل قراراتهم إلى ردود أفعال عاطفية مما يقلل من القدرة على اتخاذ خيارات وطنية موضوعية ويهدد مستقبل البرلمان بكفاءات حقيقية

كما أصبح من الملاحظ أن بعض الحملات الانتخابية تلجأ إلى التشكيك في المرشحين الآخرين من خلال نشر معلومات غير دقيقة أو انتقائية أو تصوير المواقف على نحو يسيء لسمعة المنافسين بهدف التأثير على قرار الناخبين وهذا النوع من الممارسات يخلق حالة من الارتباك ويفقد العملية الانتخابية جزءا من نزاهتها ويؤدي إلى توتر اجتماعي ويضعف الثقة في العملية الديمقراطية ويعرض المرشحين الملتزمين للعمل الصادق لضرر غير مستحق

كما أصبحت وسائل الإعلام الحديثة ومنصات التواصل الاجتماعي أحيانا بيئة لتبادل الاتهامات ونشر معلومات مضللة بين المرشحين الأمر الذي يعزز حالة التوتر ويغذي الانقسام المجتمعي ويضعف مناعة الخطاب السياسي الأخلاقي ويخلق صورة مضللة عن العملية الانتخابية ويؤثر على ثقة المواطنين في المؤسسات الديمقراطية

إن التداعيات السلبية لهذه الممارسات تمتد لتشمل المجتمع بأكمله حيث قد يصل إلى البرلمان من لا يمتلك الكفاءة الحقيقية بينما تُقصى العقول النزيهة والكفاءات الجادة وهو ما ينعكس على جودة التشريع ومستوى التنمية وثقة الأجيال القادمة في العمل العام

ولهذا فإن مسؤولية كل من المرشحين ومن يديرون الحملات والناخبين ووسائل الإعلام تفرض العودة إلى جوهر الانتخابات حيث تكون البرامج الواقعية والرؤى القابلة للتنفيذ والعمل الصادق هي معيار الاختيار بعيداً عن المال وسياسية العاطفة والإساءة فالمنافسة الحقيقية تصنعها الكفاءة والنزاهة والالتزام بالقيم الوطنية

وفي النهاية يبقى الوطن هو الرابح الأكبر عندما تصطف النوايا الصافية مع الوسائل المشروعة والله يؤتي الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء وكل شيء عنده بمقدار ولن ينال كل إنسان إلا ما كُتب له فإذا صلحت النوايا واستقامت الوسائل جاءت النتائج لتعكس إرادة الشعب وطموحه في برلمان قوي ومؤثر
#خطى_الوعي #د_مدحت_يوسف #الأخلاقيات #النجاح #الهدف #التحدي #انتخابات٢٠٢٥ #مدحت 
TopFans 
خطى الوعي 
DrEng Medhat Youssef Moischool 
Top Ibrahim Fanari محمود زيدان كفرالشيخ والناس جمال عبدالحميد الوصيف الحكاية الصفحة الأولى صحيفة المصريين بالخارج Abdelgawad Abu Kap نصر مطر ElWatan News\جريدة الوطن