"هولاكو" الرياض

اسمي صفات وضعها الله في ادم حين خلقه هي الانسانية التي تجرد منها بطل موضوعنا وفاق حدة الشيطان في عيبه وخلاله .

"هولاكو" الرياض
"هولاكو" الرياض


كتب : احمد عبد العزيز
اسمي صفات وضعها الله في ادم حين خلقه هي الانسانية التي تجرد منها بطل موضوعنا وفاق حدة الشيطان في عيبه وخلاله . واندهش منه حين جاءني ويطلب مني مساعدات انسانية لبعض الفقراء والمحتاجين وكان لابد ان ابحث في سيرته الشخصية حتي اجيبه علي علماً في ما عرضه من انسانية فياضة وصعقت حين علمت بحقيقة امره وغرابة فعله وشيطانتيه الدميمة في ما قام به مع اهل بيته لقد تشاجر مع زوجته فتطور الامر الي عدم الاكتفاء بضربها في بيته فدفعها الي الشارع وهرع عليها ضربا وقام بتشغيل سيارته ودهسها مرات ومرات رجوعاً للخلف واندفاعاً للأمام كأنه يطحن شيئاً ما راي والده الوحيد المشهد فأندفع نحو امه ليدافع عنها فأنهال عليه ضرباً كأنه يجاهد عدوا حتي اغشي علي ولده فذهبا الاثنان الي المستشفى بعد فتره مات الابن واصبحت الام عاجزة لقد قام الاطباء الي بتر رجليها .
للرجل ثلاث بنات رحلن عنه منذ زمن لبشاعة سلوكه العدواني فلا يعرفهن ولا يعرفونه فما هذا الرجل الذي يريد ان يتستر وراء انسانية مزيفة من خلال عرضه بإعالة بعض الاسر المحتاجة حتي يقيم فيهم بناء قد هدمه في بيته بأبشع صور الهدم حين قتل ابنه الوحيد واعجز زوجه وشرد بناته الثلاث وتصالح مع نفسه بعدم الاكتراث بهن هل هن احياء هل تزوجن وانجبن اين مكانهن لا يعرف ولا يريد ان يعرف ولا هن يردن اني عرفنه مرة اخري
اندهش كثيراً من هذه التجربة التي مررت بها مع هذا الكائن الشيطاني وعن اسباب انحرافه السلوكي وتشويهه لصورة الزوج المحترم والاب المقدس عند اولاده متسائلاً عن الاسباب الاجتماعية والثقافية التي اودت بإنسانيته الي هاوية سحيقة لا خلاص منها ثم اتساءل إذا تفشي هذا النموذج الحقير في بالمجتمع وان كنت اري بعضاً من هذه النماذج الحقيرة التي تنذر بوباء اجتماعي لن يصحح مساره قانون ولا عرف ولن يغيره الوعظ المجرد ما دمنا كمجتمع لا نواجه مثل هذه الحالات بحسم ونعالج اثار مثل هذه الجرائم الخطيرة التي تخلف ورائها اسر مشردة وجرائم قتل وكبت للنفس الانسانية 
والعجيب ان هذه النبتة الشاذة تقطن في بيئة صالحة يشهد الجميع لأهلها بالصلاح وطيبة اهلها الذين يفعلون بشكل ملحوظ كل مؤسسات التكافل الاجتماعي والاعالة العاجلة فلا يتأخر اهلها عن الاغاثات والاسعافات للملهوفين والمحتاجين 
ووجود مثل هذا النموذج يهدم شيئاً فشيئاً كل هذه المبادئ ويبط من همم الرجال وقس علي ذلك المجتمع المصري كله 
ونحن ندق ناقوس الخطر حتي ننتبه كمجتمع لهذا السلوك الشيطاني الذي يتمدد في اصالتنا وعراقتنا ولحمتنا الاجتماعية فيخرب كل شيء ويصنع في بلادنا غابة بلا قانون يحكمها