مركز الأطراف الاصطناعية والعلاج الطبيعي في عدن مابين الأمس واليوم

كتب /منصور عامر

*توطئة*
يعد مركز الأطراف الاصطناعية والعلاج الطبيعي الكائن بمديرية المنصورة في العاصمة عدن واحدا من المرافق الصحية الحكومية الحيوية الفاعلة الذي يقدم الخدمة النوعية وبجودة عالية ووفقا للمواصفات الدولية لأهم شريحة مجتمعية وهي شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة بكامل اطيافها *(اللذين احب أن اوصفهم دائما بذوي الهمم العالية)*

*ماذا يقدم هذا المركز؟*

 يقدم المركز عدد من الخدمات أبرزها جلسات العلاج الطبيعي وصناعة الاطراف الاصطناعية والاجهزة الساندة وكراسي الشلل الدماغي والسقامات والمشيات والعكاكيز و وكذا الدعم النفسي.....
ويحصل على هذه الخدمات ذوي الاعاقات الخلقية للاطراف المتنوعة أو المرضى  اللذين بترت اطرافهم في حوادث مختلفه   أوفي ساحات الحروب وحقول الالغام التي زرعت  بسبب الصراعات المختلفة  والاشكاليات المتعددة خلال عقود من الزمن في جغرافيا الوطن والتي اصابت الكثيرون ،  ويقدروا بالالاف وفقا لعدد من الاحصائيات الوطنية والدولية...
ويظل مركز الاطراف في عدن ثمرة طيبة للدولة منذو تأسيسه عام 2000 بالشراكة بين وزارة الصحة ووزارة الشؤون الاجتماعية ومنظمة الهاندي كاب الدولية واستمرت هذه الشراكة حتى عام2005 وحينها انهت منظمة الهاندي كاب مشروعها ومباشرة أستلمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر المركز حتى يومنا ويعمل بالمركز كادر وطني مثابر ومتميز يعمل بوتيرة عالية في التصنيع والانتاج للنماذج المختلفه للاطراف والاجهزة الساندة  ، كما يقوم المركز بتدريب وتأهيل عدد العاملين الفنيين والاداريين في ورشته  الفنية الداخلية ومن ذوي الاحتياجات انفسهم  باتوا اليوم عناصر مهمه في أقسام المركز ، بمساعدة عدد من المنظمات الدولية العاملة في بلادنا ابرزها الصليب الاحمر التي قامت بتأهيل عدد من الكوادر بالمركز ، وفي العقد الأول من الالفية الثالثة ابتعثت وزارة الصحة عدد منهم للتأهيل  الجامعي الاكاديمي الخاص بالاطراف والاجهزة الساندة في الجامعات الوطنية وفي جمهورية الهند الصديقة...

ويسجل في التاريخ الوصفي لهذا المركز نجاحات كثيرة وكبيرة منذو تأسيسه واصبح اليوم هو المركز  الحكومي الوحيد الذي تتدفق اليه حالات الاصابة من كافة محافظات الوطن وخصوصا مابعد حرب صيف2015 
 ويشهد المركز سلسلة من انشطة التعاون مع عدد من المؤسسات الدولية العاملة  في بلادنا اضافة الى الصليب الاحمر ، كا اليونسيف ، والهاندي كاب ومؤسسات وجهات رسمية تهتم بجرحى ومصابي الحرب على الرغم من الصعوبات والاضرار التي لحقت بالمركز و الذي واجه في مختلف المنعطفات مشكلات ولاسباب عديدة منها ضعف الاداء والقصور للادارة التي تعاقبت لقيادة هذا الصرح الطبي النوعي المنتج ، لكن كادره المؤهل ظل متماسكا وصامدا وحريصا على العمل والتفاني ويقدمون دروسا في العطاء وبلاحدود ، وفي مطلع هذا العام حصلت بعض الاشكاليات بسبب اختيار قيادة جديدة للمركز لا اريد اخوض هنا بتفاصيل هذه الاشكالية ولكنني اردت هنا أن أعرف مستقبل هذا المرفق الى أين ذاهب 

*الرجل المناسب في المكان المناسب*

بصراحة وجدت أن مضمون القرار الاخير  بتعيين الدكتور عبدالرب المفلحي مديرا عاما لمركز الاطراف الاصطناعية والعلاج الطبيعي في عدن صائبا  ولصالح المركز وتطويره ويحسب لاصحاب القرار الشجاع أنهم استعانوا بالرجل المناسب في المكان المناسب  فالسيرة الذاتية  للدكتور عبدالرب المفلحي وللانصاف مشرفة في الخارطة الصحية والادارية بمدينة المنصورة بالامس مديرية المنصورة اليوم ،  والذي نعرف عنه الكثير منذو ثمانينيات القرن الماضي حينما كان اداريا ناجحا ونائبا لمدراء تعاقبوا على قيادة المجمع الصحي الأول والوحيد بمديرية المنصورة ، ومنهم د.ثابت ، د.محمد سالم باعزب ، د. الحاتمي ، د.إلهام  واخرين  طيبوا الذكر والمقام ، حيث يعد المجمع الصحي واحدا من الثمار الطيبة والمتميزة للدولة ماقبل الوحدة ومابعدها والذي كان يقدم الخدمة لجميع سكان مدينة المنصورة العتيقة والاحياء التابعة عبدالعزيز عبدالولي ، ريمي ، حاشد ، وديع حداد ، نجوى مكاوي ، السكنية ،والمباني الجاهزة والضواحي كالقاهرة وبئر فضل وعلى مدار ال24ساعه ويشهد بذلك الصغير قبل الكبير  لهذا المرفق الحكومي الناجح والناجع بتقديم الخدمة الصحية الكاملة قبل ان تبنى المجمعات الصحية الاخرى بالقاهرة وحاشد وكابوتا ومستشفى22مايو الحكومي ناهيك عن العدد الكبير من المستشفيات وعشرات العيادات والمختبرات والصيدليات الخاصة التي تعج اليوم فيها مديرية المنصورة والتي تعد اكبر مديريات عدن في الخارطة الكبرى للمرافق الصحية الخاصة

ومايهمني هنا هو  السيرة العملية الطيبة للدكتور عبدالرب المفلحي الخبير في نجاح ادارات المجمع الصحي للمنصورة المتعاقبة  منذو ثمانينيات القرن الماضي( وهو نائبا للمدير ) لسنوات طويلة اكسبته الخبرة والادارة الصحية ليعين مديرا بعدها لمجمع حاشد حينما افتتح  وليأتي منعطف الحرب الاخيرة صيف2015 ويتم تكليفه بعدها  مديرا لمكتب الصحة والسكان بمديرية المنصورة وينجز ويحقق ويقود عدد من الانشطة والبرامج والحملات الصحية والطبية الناجحة فيها ، ابرزها تنفيذ عدد من المشاريع كبناء وافتتاح مجمع كابوتا الصحي 2020 واعادة مجمع المنصورة  الصحي الى الواجهة من جديد بعد توقف وتعثر بعد الحرب ، وكذا مشروع نور التخصصي المجاني للعيون الذي قدم خدمة كبيرة للمواطنين في عدن أواخر العام الماضي ليظل مديرا عاما لصحة المنصورة  حتى نوفمبر 2023م ويصدر قرار تعينه مدير عام لمركز الاطراف الاصطناعية والعلاج الطبيعي في ديسمبر2023 ، ويتسلم المركز رسميا في فبراير 2024...

 أذن الرجل  لم يأتي عفويا ولكنه واحدا من ذوي الخبرة  والادارة الصحية بمديرية المنصورة خصوصا وعدن عموما ، ظل واقفا في الادارات الصحية كطبيب وكاداري ناجح لاغبار عليه وبذل جهودا اداريه وفنيه وطبيه ويشهد له بذلك  وهو مانراه نحن بعين المراقب أنه من رجالات الدولة كما يقال وأن قرار تعينه قرار حكيم  وحميد ويحسب لمن اختاره وتوافق عليه فالمركز  بات يحتاج الى النهوض به وتطويره إداريا وفنيا لكي يقدم الخدمة بشكل أفضل لتلك الشريحة الكبيرة التي تستحق الرعاية  فالتوافق  حول الرجل من قبل قيادة المحافظة ووزارة الصحة ومدير مكتبها الفاعل في عدن و كذا قيادة مديرية المنصورة النشطة التي يقع فيها المركز والداعمه له بشكل طيب ، ولكل هؤلاء خالص الشكر والتقدير والاحترام واضيف هنا معهم بما لمسته في زيارتي الاستطلاعية للمركز هو ذلك التعاون الطيب لقطاع الطب العلاجي بالوزارة والذي تقع على عاتقه المسؤولية المباشرة على مركز الاطراف وكذا الشؤون المالية في وزارة الصحة ودورها في تذليل الصعاب من خلال تسهيل اجراءات تحويل المخصصات المالية للمركز لتسهيل مهام {الخبير
 بالادارة الصحية} الدكتور عبدالرب المفلحي مدير المركز و الذي نتمنى أن يستمر الجميع بدعمه للارتقاء بمركز الاطراف الاصطناعية في عدن الذي يستحق هنا مقولة  الرجل المناسب في المكان المناسب

*جولتي الاستطلاعية في أروقة المركز*

وحينما زرت المركز لأستكمال رؤيتي قدمت التهنئة للدكتور عبدالرب المفلحي  بتعينه مدير عام  لمركز الاطراف والذي استقبلني  ورحب بي بكل تواضع واحترام كماعهدناه منذو التقيناه أول مرة عام1987 وهو نائبا لمدير المجمع الصحي بالمنصورة وباشرته سريعا أن اجرى معه  لقاء قصير حول مهمته الجديدة وماذا هو فاعل؟ فرحب دون تردد وكان لي ذلك
__________________

[[ وردا على تساؤلنا حول خطواته الأولى بعد تسلمه قيادة المركز قال:
_أن مركز الاطراف الاصطناعية والعلاج الطبيعي  مركز حيوي يقوم بخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة بمحافظة عدن وجميع المحافظات المجاورة  وكذا من الساحل الغربي يستقبلون لحالات ، مشيرا أن المركز يقدم هذه الخدمة منذو سنوات مستعرضا عدد من الاقسام الرئيسية والمهمة العاملة  منها قسم الورشة الخاصة بالمركز التي تقوم بصناعة الاطراف العلوية والسفلية والاجهزة الساندة ، وكذا قسم العلاج الطبيعي وأداءه المتميز مشيرا أنه حال تسلمه المركز قام بأول خطوة له كقيادة جديدة  بعد سلسلة من المعالجات الفورية وقام بوضع خطة فصلية سينفذها خلال 6أشهر  بأذن الله

 وردا  على قرار التوافق  الجامع في تعينه على رأس قيادة  المركز قال  : نحن والحمد لله مدعومين جدا من معالي وزير الدولة محافظ محافظة عدن أ.أحمد حامد لملس ومعالي وزير الصحة العامة والسكان الدكتور محمد قاسم بحيبح  اللذان  كانوا مباركين لهذه الخطوة وداعمين لها بكل قوة  وكذا دعم مدير مكتب الصحة بالمحافظة ومدير عام مديرية المنصورة أيضا وفي الاخير قال اشكركم  واتمنى لكم التوفيق والنجاح في مهامكم وللكلمة الحرة التي تطلقونها  في الصحف ووسائل الإعلام المختلفة ]]

*وفي الجولة زرنا عدد من الاقسام للمركز والتي يبلغ عددها ثمانية*
1_ قسم ورشة الاطراف والتي تقوم بالقياس وصناعة الاطراف الاصطناعية العلوية والسفلى
2_ قسم الجلود ينتج الاحذية الجلدية والطبية لحالات قصر الساقين
3_ قسم النجارة وينتج العكاكيز الأبطية الخشبية وكراسي الشلل الدماغي
4_ قسم اللحام ينتج عكاكيز المرفقين المعدنية والمشايا
5_ قسم العلاج الطبيعي اليدوي يؤهل مرضى البتر والشلل الدماغي واصابات العمود الفقري
6_ قسم التسجيل... اعداد الملف للمرضى وتوجيههم
7_قسم الباحث الإجتماعي..دراسة الحالة واعداد التقارير
8_ قسم العلاج الكهربائي ..ويحتوي على عدد من الأجهزة الاشعة فوق الحمراء ، التحفيز بالاقطاب ،  الموجات فوق الصوتية.....

ويعمل المركز بكافة اقسامه والتوافد عليه ملحوظ لأي زائر وهنا وجب التنويه بضرورة تقديم الدعم اللازم والكافي والمستمر من كافة الجهات ذات العلاقة بالمركز

*لقاء مع نائب مدير المركز*
 *أ. رمزي باعلي*

وفي الورشة أثناء الجولة أجرينا لقاء مع نائب مديرعام المركز المتخصص بالاطراف الاصطناعية والذي التحق بالمركز منذو بداية تأسيسه عام2000 والذي تم ابتعاثه من المركز عن طريق وزارة الصحة واللجنة الدولية بالصليب الاحمر الى الهند 2008_2011 ليعود بدبلوما عاليه بأمتياز مع ترخيص دولي كأخصائي أطراف اضافة انه حامل لبكلاريوس تخصص إدارة أعمال من جامعة عدن بتقدير جيد جدا وحاليا يدرس تجسير أي استكمال لدبلوما الهند لنيل بكلاريوس كلية الطب تخصص اطراف صناعية

 وفي اللقاء معه الذي بدأه بالشكر للسلطات المحلية بالمحافظة والمديرية وكذا وزارة الصحة ومكتبها في عدن لعنايتهم واهتمامهم بالمركز وكادره وقال يوجد لدينا بالورشة أثنين اكاديمين أخصائيين يعملون بالورشة احدهم الاول على دفعته مع مرتبة الشرف وحاليا هناك   أثنين اخرين يدرسان بالجامعة وذلك في سبيل تطوير جودة الخدمة بالمركز ، واضاف قا ئلا منذو وصول الدكتور عبدالرب المفلحي لأدارة المركز قام بجهد طيب  في تذليل جملة من الصعوبات الادارية والمالية وبوجوده هناك انسجام وتناغم والتفاف عمال وكادر المركز حول الادارة  الجديدة والعمل بروح الفريق الواحد لتحقيق  الغاية الرئيسية للمركز وهي تقديم الخدمة النوعية بجودة بحسب المواصفات الدولية لأهم شريحة وهم ذوي الاحتياجات الخاصة بكامل اطيافها مستعرضا جملة من الخدمات وجودتها

وأعجبني جدا وهو يقول أن المركز يمتلك  كادر ومقومات  مع وجود الدكتور عبدالرب وجهده الاداري والقيادي المميز يتوقع للمركز المنافسة على مستوى الإقليم  ويطمع أن يكون حتى على المستوى الدولي

.
واختتمت جولتي الإعلامية بهذا المرفق الحيوي  في عدن  من حيث انتهى الأختصاصي باعلي نائب المدير المشهود له بالكفاءة والتميز والاخلاق العالية من قبل زملاءه اللذين التقيتهم بداخل المركز أو خارجه واسجل هنا أن مركز الأطراف الاصطناعية في عدن توجد به إدارة متميزة تستحق الاحترام يقودها خبير بالادارة والقيادة  الصحية د.المفلحي و التي تمتلك مقومات نوعية وكادر لديه رؤية وسقف طموحه العمل للمنافسة أقليميا ويطمع بالعالمية بأذن الله.....
اذن هذه رساله واضحة المعالم وصريحة وهي دعوة للحكومة والدولة من ذوي الشأن والاختصاص تجاه هذا المركز الذي يخدم شريحة مهمة بالمجتمع  من اصحاب الهمم العالية للاهتمام به وتقديم الدعم الا محدود لتطويره والارتقاء به

فمن يستوعب ويلتقط هذه الرسالة ؟
مع خالص احترامي وتقديري للجميع