جريمة على الفطار.. «دبدوب» قتله 4 من جيرانه بـ9 طلقات.
في الوقت الذي يصدح فيه أذان صلاة المغرب، ترتفع أصوات الطلقات النارية، ويفزع الأهالى على مشهد جارهم جثة هامدة يُمثل بها شقيقان ونجلاهما، بينما السيدات تصرخ والأطفال يبكون في فزع وكبار السن يدعون بأن يمر اليوم على خير، وألّا يكون هناك المزيد من الجثث.
والدة ضحية جيرانه في الخانكة: لم يكفهم ضربك بالخرطوش يا حبيبى
عجوز وزوجته يبكيان أمام جثة ابنهما «إبراهيم»، وشهرته «دبدوب»، بجوار منزلهما بمنطقة الخانكة في القليوبية، يرتعشان: «يا ضنايا قتلوك، لم يكفهم ضربك بالخرطوش يا حبيبى وبالحجارة والعصى فوق رأسك كملوا ضرب»، لم ينتبه الأب السبعينى إلى جروح جبهته، إلا حين حاول أحد جيرانه اصطحابه إلى صيدلية لتضميدها، يقول: «حاولت أدافع عن ولدى ضربونى بمطواة».
قبل شهرين، «العجوز» طلب من «حسام»، سائق «توك توك»، عدم الوقوف بمحيط مسكنه وبيع المواد المخدرة لدخول وخروج السيدات والفتيات إلى المنزل، ومنذ ذلك الحين والسائق «حاططنا في دماغه ومش ناوى يجيبها البر».
الرجل المُسِنّ يحكى عن اللحظات التي سبقت الجريمة: «حفيدتى (فرحة) وابنة عمها (سماح) خرجتا لشراء احتياجات المنزل، عادتا تبكيان لتقطيع (حسام) وابن عمومته (خيرى) ملابس الثانية والتحرش بهما، ومحاولة خطفهما والتلويح لهما بمطواة، وتهديدهما، وما حدث كان انتقامًا وردًّا على طلبنا عدم وجود أعمال غير مشروعة أمام البيت، وعلى أثره قتلا ابنى بمعاونة والديهما».
الابنة تقف أمام جثة أبيها، وتندب: «كنت ماشية مع بنت عمى في أمان الله، الشابين بهدلونا، جينا نشتكى لوالدى تحرشهم بينا، ومحاولتهم خطفنا في (توك توك)، ومعافرتنا معاهم بضربهم بالحجارة، ونجاحنا في إصابة واحد منهم في رجله، والناس تدخلت، وهرّبونا من المكان بمعجزة، وفور رؤيتنا والدى استنجدنا به، وطلب منّا الذهاب إلى مركز شرطة الخانكة وتحرير محضر، وأثناء ذهابنا فوجئنا بحضور الشابين لقتل والدى».
زوجة المجني عليه: فقدنا العائل الوحيد لنا
والدة «إبراهيم» تحركت بخطوات وئيدة، مستندة على عكاز، خرجت من بيتها على صوت ضرب النار، هالها قدوم «حسام» و«خيرى» ووالديهما، ممسكين بأسلحة نارية وبيضاء، وما إن صرخت: «يا خرابى» حتى كان «الأول» يطلق الرصاص الخرطوش على جسد ابنها ليلقى مصرعه في الحال، ومع استغاثتها: «سيبوه نوديه المستشفى»، ومحاولة زوجها إبعادهم عن الابن، كانوا يمثلون بالجثة: «ضربوك يا نور عينى بالمطاوى وانت ميت، وبالعصيان على دماغك نزلوا يتأكدوا من موتك 100 مرة».
زوجة المجنى عليه داخل منزلها لم تأخذ عزاءً حتى القِصاص القانونى من المتهمين، الذين ضبطت أجهزة الأمن 3 منهم، وتقول: «يتِّموا 4 عيال، بنتى العروسة و3 أولاد صغيرين، فقدنا العائل الوحيد لنا، زوجى كان (أرزقى) على باب الله غلبان وفى حاله، والجناة استفزهم إننا ناخد حقنا بالقانون لما طلبنا من بنتى وبنت عمها تحرير محضر باللى حصل من التحرش وتمزيق الملابس في السوق، وجوزى عاتبهم على اللى عملوه، فردوا عليه بالرصاص».
شهود العيان وعدد من الأهالى أفادوا بأن المتهمين من أرباب السوابق، حيث سبق أن اعتدوا على بعض سكان المنطقة، والجميع يشكون من سلوكهم، وبيعهم المخدرات، واعتراضهم طريق السيدات والفتيات بالشوارع، ولم يكن أحد يتصدى لهم خوفًا من شرهم.. انطلقت جنازة المجنى عليه بحضور المئات وسط مشاعر حزن وأطلقوا عليه «شهيد الشهامة.. وشهيد الشرف».
لنيابة العامة قررت حبس المتهمين الـ3، وقرر قاضى المعارضات مدة فترة الحبس الاحتياطى لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيقات، وطلبت النيابة من الطب الشرعى تحديد سبب الوفاة، وتبين مبدئيًّا استقرار 9 طلقات خرطوش بعموم جسد الضحية، ومضاهاة الطلقات المستخرجة من جسد المجنى عليه بالفوارغ التي عُثر عليها بمسرح الجريمة، وكذا فحص الأسلحة المضبوطة وبيان استخدامها.