المعارضة بين الهدم والبناء… وميزان الوطنية الواعية
المعارضة في جوهرها ليست خصومة مع الدولة او مع الآخرين ، بل أداة راقية لإصلاحها وتطويرها

من هنا نبدأ ...
✍ بقلم د. مدحت يوسف
???? المعارضة في جوهرها ليست خصومة مع الدولة او مع الآخرين ، بل أداة راقية لإصلاحها وتطويرها.
لكن حين تتحول إلى “معارضة من أجل المعارضة” تفقد قيمتها وتصبح عبئاً على الوطن. هذه المعارضة الهدامة تقوم على الهوى والمصالح الشخصية وحب الظهور، فتبحث عن الأخطاء لتضخيمها، وتتجاهل الإنجازات، وتكتفي بالصوت العالي دون تقديم حلول، مما يزرع الإحباط ويهز ثقة المجتمع في مؤسساته.
???? المعارضة الوطنية البناءة على النقيض تماماً؛ فهي تنطلق من حب الوطن والحرص على استقراره. تقوم على دراسة الواقع وتحليل المشكلات علمياً، ثم طرح بدائل مدروسة وفق معايير مهنية واضحة، تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار. هي معارضة تحترم القوانين والمؤسسات، وتعمل من خلال القنوات الشرعية، وتؤمن بأن النقد غايته الإصلاح لا التشويه، وأن الهدف هو البناء لا الهدم، مع الالتزام باحترام الدولة ومسؤوليها، وتجنب أي تجريح أو تشهير يسيء لرموزها وهيبتها.
???? في المعارضة الوطنية الواعية، هناك خطوط حمراء تمثل الأمن القومي للدولة، لا يجوز تجاوزها أو تناولها في وسائل الإعلام أو منصات التواصل الاجتماعي بشكل علني؛ لأنها تمس استقرار الوطن وسلامة المجتمع. النقد في هذه القضايا يجب أن يكون في الأطر المغلقة والقنوات الرسمية، حماية للمصلحة العليا ومنعاً لاستغلالها من أعداء الداخل والخارج.
???? أخطر ما يهدد المجتمعات هو إساءة استخدام حرية الرأي. فالحرية ليست مطلقة بلا ضابط، بل هي مسؤولية تحكمها الأخلاق والقانون. حين تتحول حرية الرأي إلى وسيلة للتجريح، أو منصة لبث الشائعات، أو أداة لإضعاف الروح الوطنية، فإنها تنقلب من حق مشروع إلى سلاح هدام يمزق النسيج الاجتماعي ويفتح أبواب الفوضى.
???? الوطنية الحقيقية تعني أن نكون جميعاً على قلب رجل واحد في خدمة وطننا، وأن نمارس النقد بوعي ومسؤولية. فالمعارضة البناءة تقوي الدولة وتدعم استقرارها، بينما المعارضة العبثية تُضعفها وتتركها عرضة للتصدع. الوطن لا يحتاج لمن يرفع صوته لمجرد الظهور، بل يحتاج لمن يمد يده بعلم وخبرة ليبني لبنة جديدة في جدار قوته.
???? الأوطان القوية لا تُبنى بالشعارات ولا بالمزايدات، بل بوعي شعبها وإدراكه أن الخلاف في الرأي إذا كان منضبطاً بضوابط الوطنية، يصبح طاقة دفع نحو المستقبل، أما إذا انفلت من هذه الضوابط، فإنه يصبح معولاً يهدم ما بُني عبر عقود.
@topfans خطى الوعي DrEng Medhat Youssef Moischool #د_مدحت_يوسف #الأخلاقيات #أمن_الأوطان #الشخصية_المتكاملة #وزارة_الخارجية_والهجرة_وشئون_المصريين_بالخارج #التعليم