9 مارس يوم الشهيد: تضحيات وبطولات لا تُنسى

9 مارس يوم الشهيد: تضحيات وبطولات لا تُنسى

سوسن زايد - كفرالشيخ 

في التاسع من مارس من كل عام، يقف المصريون جميعًا إجلالًا واحترامًا لأرواح الشهداء الذين ضحّوا بأغلى ما يملكون في سبيل وطنهم.

لذلك الشهيد هو رمز التضحية والفداء، وهو من يقدّم روحه طواعية ليحمي أرضه وأبناء شعبه.  

لطالما كانت مصر عبر تاريخها مهدًا للأبطال الذين سطّروا ملاحم خالدة في الدفاع عن الوطن. ففي حرب أكتوبر 1973، قدّم جنود وضباط الجيش المصري بطولات فريدة أعادت الكرامة للأمة العربية، وكان من بين هؤلاء الأبطال الفريق عبد المنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، الذي استشهد في الصفوف الأمامية، ليؤكد أن القائد الحقيقي يكون بين جنوده في الميدان. ولا يمكن أن ننسى البطل إبراهيم الرفاعي، قائد المجموعة 39 قتال، الذي نفّذ عمليات نوعية خطيرة خلف خطوط العدو، مقدمًا نموذجًا فريدًا في الشجاعة والتضحية.  

وهناك أيضاً شهداء المعركة ضد الإرهاب: 

لم تتوقف بطولات أبناء مصر عند الحروب التقليدية، بل امتدت إلى معركة أخرى لا تقل ضراوة، وهي الحرب ضد الإرهاب. فقد قدّم أبطال القوات المسلحة والشرطة أرواحهم فداءً للوطن، ومن بينهم الشهيد أحمد المنسي، قائد الكتيبة 103 صاعقة، الذي استشهد في ملحمة البرث وهو يدافع عن زملائه حتى آخر نفس. وكذلك الشهيد عمر القاضي، الذي رفض الاستسلام خلال الهجوم الإرهابي على كمين "البطل 14" في العريش عام 2019، وظل يقاوم حتى اللحظة الأخيرة، ليصبح رمزًا للفداء والإخلاص.  

إن يوم الشهيد ليس مجرد مناسبة لاستذكار الأبطال وتكريمهم، بل هو أيضًا رسالة للأجيال القادمة بأن حب الوطن لا يُقدَّر بثمن، وأن الشجاعة والتضحية قيم راسخة يجب أن نحملها في قلوبنا ونعلمها لأبنائنا. فدماء الشهداء لم تذهب هدرًا، بل صنعت مستقبلًا أكثر أمنًا واستقرارًا لمصر.  

في هذا اليوم، نتوجه بتحية تقدير وإجلال إلى كل أسرة فقدت شهيدًا، إلى كل أم صابرة، وكل أب فخور بابنه البطل. مصر لا تنسى أبدًا أبناءها الأوفياء، فهم خالدون في ذاكرة الوطن، وستظل تضحياتهم نورًا ينير درب الأجيال القادمة.