هشام ابو حلاوة.. أنامل ذهبية في عالم التصميم والخياطة

هشام ابو حلاوة.. أنامل ذهبية في عالم التصميم والخياطة

سوسن زايد

في مدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ، وتحديدًا منذ عام 1988، يواصل هشام أبو حلاوة رسم اسمه بحروف من ذهب في عالم الخياطة وتصميم الأزياء. ليس مجرد خياط تقليدي، بل فنان حقيقي تتحدث عنه قصّاته المتقنة، وتفصيلاته التي تراعي الذوق العام وتُبرز أناقة كل من يرتدي من تصميماته.

هشام، ابن مدينة دسوق، قرر أن يسلك طريق المهنة بإرادة صلبة، بعدما غلبه عشق القماش على طريق التعليم. ومنذ اللحظة الأولى، لم يكن هدفه مجرد الربح، بل أن يُقدّم منتجًا يرضي ضميره ويُعبّر عن ذوق زبائنه، من الطبقة المتوسطة بشكل خاص، الذين وجدوا في تصميماته مزيجًا بين الجودة والسعر المناسب.

تصميمات هشام أبو حلاوة تتميز بالبساطة والأناقة، فهو يُجيد اللعب على التفاصيل الدقيقة، ويعرف جيدًا كيف يُخرج أفضل ما في القماش ليُحاكي الموضة دون أن يتخلى عن الطابع الشرقي الأصيل. لا يعتمد على القصّات الجاهزة، بل يضع لمساته الخاصة على كل قطعة، وكأنها تُفصّل لشخصٍ بعينه، لتخرج النتيجة وكأنها عمل فني مكتمل.

ما يميّزه أيضًا هو التزامه ودقته في المواعيد، وحرصه الدائم على التطوير من نفسه. فرغم بساطة الإمكانيات، لا يتوقف عن متابعة خطوط الموضة، ويضيف لمسته الخاصة بما يتلاءم مع زبائنه واحتياجاتهم، دون أن يبالغ في الأسعار أو يتخلى عن الجودة.

هشام أبو حلاوة ليس فقط خياطًا، بل رمز للجد والاجتهاد والإخلاص في العمل. عشرات من شباب المنطقة تعلّموا المهنة على يديه، وفتح بابه دومًا للراغبين في التعلم، مؤمنًا بأن المهنة لا تحتكر، بل تُنقل بكل حب.

في زمن طغت فيه السرعة على الجودة، يبقى هشام نموذجًا نادرًا لمن يحترمون مهنتهم ويُقدّمون فنهم بإخلاص. التحية له ولكل يدٍ مصرية ماهرة لا تزال تحفظ للصنعة هيبتها وكرامتها.