من بائع كعك إلى قصر الرئاسة حكاية لا يرويها الخيال !!

قصة كفاح ملهمة من كتاب “الطريق الوعر” لي ميونج باك الرئيس الذي صعد 

من بائع كعك إلى قصر الرئاسة حكاية لا يرويها الخيال !!
من بائع كعك إلى قصر الرئاسة حكاية لا يرويها الخيال !!


فيصل خزيم العنزى 

قصة كفاح ملهمة من كتاب “الطريق الوعر”
لي ميونج باك الرئيس الذي صعد 
من قاع الفقر إلى قمة كوريا ! 

لا أذيع سراً حين أقول إن كتب السّير الذاتية تستهويني فكلّ سيرة تختزن بين صفحاتها عصارة تجربة إنسانية فريدة .. تُمثّل منارة أمل لكلّ من يواجه الصعاب في حياته .. ومن بين هذه الكتب يبرز كتاب الطريق الوعر الذي يحكي قصة حياة لي ميونج باك رئيس كوريا الجنوبية السابق ويجسّد ملحمة كفاح إنسان خرج من رحم الفقر المدقع ليصل إلى قمة هرم السلطة والاقتصاد في بلاده !!

لي ميونج باك لم يولد وفي فمه ملعقة من ذهب بل كان طفلاً فقيراً يقطع عشرات الكيلومترات يومياً ليصل إلى مدرسته في الوقت الذي كان فيه أبناء الطبقة الحاكمة يُنقلون في سيارات فارهة .. والدته كانت تبيع الكعك لتعيل أبناءها بكرامة دون أن تمدّ يدها لأحد بينما كان غيره من أبناء المسؤولين يعيشون في ترف على حساب أموال الشعب !!

ذات يوم قال له ضابط استخبارات باستخفاف : أين تسكن أيها الحقير ؟! .. فما كان من لي ميونج باك إلا أن يردّ بكبرياء وكرامة : الحقير هو من عاش بكنف وجبروت أبيه أما أنا فقد نشأت في الفقر ولكنني عشت حياة شريفة !!

بفضل طموحه ونبوغه أصبح رئيساً لاتحاد الطلبة في الجامعة ودفع ثمن مواقفه وجرأته بالسجن سنتين .. لم تكسِر السجون عزيمته بل زادته صلابة وبعد خروجه
التحق بشركة هيونداي كموظف بسيط لكنه بجهده واجتهاده تدرّج في المناصب حتى أصبح رئيساً للشركة .. قبل أن يدخل معترك السياسة ويُنتخب رئيساً للجمهورية .

الطريق الوعر لا يروي فقط قصة فرد بل هو مرآة لأمة بأكملها .. أمة خرجت من رحم الفقر والاحتلال والتخلّف لتصبح من الدول الصناعية المتقدمة في العالم متربعة على عرش التكنولوجيا والتطور .. كوريا الجنوبية لم تنهض بالحظ بل بالإصرار والانضباط والعمل الجماعي والاعتماد على الكفاءات الوطنية !!

قصة “الطريق الوعر” ليست مجرد سيرة ذاتية بل دعوة للتأمل والعمل .. إنها رسالة لكل من يسأل : هل يمكن للأمم أن تنهض من الرماد؟ ! 
نعم .. حين تؤمن بقدراتها وتعمل بصدق من أجل مستقبل أفضل .
-