د. شفيقة الشهاوي : الحضارة المصرية التي أذهلت العالم قامت علي الأخلاق
كتب بسيوني الجمل :
أكدت الدكتورة شفيقة الشهاوي عميدة كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات بالقاهرة في مستهل فعاليات المؤتمر العلمي الدولي الخامس للكلية بعنوان «الأخلاق وآليات بناء الوعي الرشيد» : الحضارة المصرية القديمة التي يقف العالم أمامها منبهراً قامت على ثلاثة دعائم أولها الأخلاق .. نعم الأخلاق هي السبب الأساسي لنهضة الأمم وحفظها من الإنهيار فأينما وجدت الأخلاق وجد الوعي الرشيد.
المؤتمر برعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف وفضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر وفضيلة الدكتور سلامة داوود رئيس جامعة الأزهر وبرئاسة الدكتورة شفيقة الشهاوي عميد الكلية رئيس المؤتمر.
بحضور كوكبة من العلماء وكبار المسؤولين وعمداء الكليات وأستاذة الجامعات من مصر والسعودية والإمارات والكويت والأردن ولبنان والعراق وتشاد والدكتور محمود صديق نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث والدكتور محمد فكري خضر نائب رئيس الجامعة لفرع البنات والدكتورة فاطمة رجب الباجوري وكيل الكلية للدراسات العليا والبحوث مقرر عام المؤتمر والدكتورة وفاء غنيمي محمد وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب أمين عام المؤتمر.
أكدت الدكتورة شفيقة الشهاوي عميد الكلية أن اختيار عنوان المؤتمر يعد مقصداً لكل باحث يسعى أن يكون الأفضل وهدفاً لكل راعٍ يسعى لإصلاح رعيته .. حيث لمست الكلية في الآونة الأخيرة معاناة المجتمع من أزمة أخلاق حقيقية وتدني لم نعهده من قبل وانطلاقاً من الواجب والمسئوليات التي تقع على عاتق الكلية ومساهمة في بلورة الدور المحوري الذي تؤديه جامعة الأزهر حيث أن الكلية أحد أذرع الجامعة المهمة فهي زهرة الأزهر وكما يقولون أن القوات المسلحة المصرية هي مصنع الرجال فكلية الدراسات الإسلامية هي مصنع النساء فمنها الزوجة ومنها الأم التي بصلاحها يصلُح كل المجتمع.
تابعت قائلة : من أهم أهداف المؤتمر ربط البحث العلمي بقيم المجتمع وحرص العلماء والباحثين من ذوي الثقافات المختلفة على توظيف أوراقهم البحثية في استثارة المناهج والأصول لتجديد الطرح العلمي المتقن الذي يدعمه بناء الوعي في مجتمعاتنا الإسلامية على كافة المستويات إضافةً إلى طرح المشكلات والظواهر التي تناساها المجتمع واستعادة أخلاق المجتمع الإسلامي.
أوضحت أن الأزهر تبنى بكل هيئاته كأحد أهم القوى الناعمة المشاركة المجتمعية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة .. ففي عهد إمامنا الأكبر حصلت المرأة الأزهرية على أعلى درجات التمثيل وكان لكليتنا الحظ الأوفر فمستشارة فضيلته لشؤون الوافدين الدكتورة نهلة الصعيدي ابنة الكلية والأمين العام لمساعد مجمع البحوث الإسلامية أيضاً الدكتورة إلهام شاهين ابنة الكلية .. كما يوجد أكثر من عشرين عميدة من السيدات وذلك سيراً مع اتجاه الدولة لتمثيل المرأة التي حظيت في مصر في ظل القيادة الحكيمة على ما لم تحظ به من قبل.
أشارت عميدة الكلية أن الأخلاق هي العنصر الأساسي في بناء الوعي فالعلاقة بينهما علاقة وطيدة فأينما وجدت الأخلاق وجد الوعي الرشيد .. والأخلاق هي السبب الأساسي لنهضة الأمم وحفظها من الإنهيار فالحضارة المصرية التي يقف العالم أمامها منبهراً قامت على ثلاثة دعائم أولها الأخلاق .. وحديثاً كما قال إمام الدعاه فضيلة الشيخ الشعراوي رحمه الله : «مصر علَّمت الدنيا الإسلام؛ علَّمته حتى للذين نزل عليهم الإسلام»».
أوضحت أن الإسلام جاء ليكون شعاره الأخلاق وقد ضمن المصطفى صلى الله عليه وسلم بيتاً في أعلى الجنة لمن حسُن خلقه وكان صلى الله عليه وسلم يسأل الله أن يهديه بأحسن الأخلاق وقال صلى الله عليه وسلم : «إن الرجل لا يدرك حسن خلقه درجة الصائم القائم» وعدَّه صلى الله عليه وسلم من كمال الإيمان وقال : «أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، وأكرمكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً».
أكدت الدكتورة شفيقة الشهاوي عميدة الكلية أن الأزهر الشريف منذ البدايات ينادي بالتحلي بالخلق الحسن .. فهذا إمامنا الأكبر يقول : «التدين يصبح مغشوشاً إذا انفصل عن حسن الخلق فالدين والأخلاق الحسنة وجهان لعملة واحدة» وأن التلازم العجيب بين الإسلام وحسن الخلق أمر يستلزم اليقظة والتنبيه لهذا المعنى الذي يغفل عنه الكثيرون.
قالت أن أبحاث المؤتمر تتناول الكثير من المحاور وقد وصلت إلى مائة وخمسين بحثاً تناولت كل الموضوعات التي تهم المسلم وكانت أكثر الموضوعات تناولاً القدوة حيث قُدِّمت فيها خمسة أبحاث.
اختتمت العميدة كلمتها بتوجيه الشكر للباحثين على ما سطَّرته أيديهم وما تحملوه من عناء الحضور والمشاركة في سبيل إعلاء قيم ديننا الحنيف ودعماً لقضايا أمتنا العربية منبع الحضارات وراعية المكارم وحفاظاً على هذا البلد الآمن أرض الكنانة الطبية .. كما وجهت الشكر والترحيب للإخوة الأشقاء العرب من المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت والأردن ولبنان والعراق والأخوة الأفارقة من تشاد على حضورهم ومشاركتهم.