اھداء من   القلب إلى الإخوة  والأخوات في الجزائر

. شعباً وأرضاً وتاريخاً  بمناسبة عيد الاستقلال المجيد .. كل عام والجزائر  شامخة بعزها 

اھداء من   القلب إلى الإخوة  والأخوات في الجزائر
اھداء من   القلب إلى الإخوة  والأخوات في الجزائر

فيصل خزيم العنزى 

. شعباً وأرضاً وتاريخاً 
بمناسبة عيد الاستقلال المجيد ..
كل عام والجزائر 
شامخة بعزها 
عزيزة بأهلها
وفية لتضحيات شهدائها
وكل عام وشعبها الكريم وقيادتها بألف خير .
-
حين يتكلم النُبل
قصةُ منفى ووفاء 
بين الشاعر العراقي عبدالوهاب البياتي
والسفير الجزائري عثمان سعدي !!
-
في زمنٍ كانت الكلمة فيه تُنفى كما يُنفى الإنسان
كان الشاعر العراقي الكبير عبدالوهاب البياتي يطوي غربته بين أزقة القاهرة حاملاً معه همَّ المنفى وشوقه إلى دجلة والفرات وحنينه لتراب الوطن الذي غادره قسراً !!

وفي تلك الأيام لم يكن البياتي وحده بل كان إلى جانبه رجلٌ عربيٌ نادرٌ في نُبله ومواقفه هو عثمان سعدي المستشار الثقافي آنذاك في السفارة الجزائرية بالقاهرة (1968–1971) والذي ما لبث أن عُيِّن لاحقاً سفيراً للجزائر في مصر !!

كانا صديقين تجمعهما ليس فقط الثقافة والأدب بل أيضاً الإيمان العميق بعروبة الموقف ووحدة المصير .. فذات مساء، قال البياتي لصديقه الجزائري عثمان سعدي بعد تعيينه سفيراً للجزائر في العراق :
يا عثمان .. اشتقت لدجلة والفرات وتعبت من المنفى والغربة ليتك تتوسط لي عند حكّام العراق فقد أنهكني البعد !!
وصلت الكلمات إلى قلب عثمان سعدي لا كطلب منفي بل كنداء أخٍ مكلوم .. فحمل القضية كواجب شرف ومع أول لقاء له مع الرئيس العراقي آنذاك أحمد حسن البكر كان نائب الرئيس الأديب صالح مهدي عماش حاضراً فاستغل السفير الجزائري ذلك اللقاء ليتحدث لا كدبلوماسي فحسب بل كصوتٍ عربيٍّ صادق يطلب بإلحاح عودة الشاعر إلى وطنه !!

وكان ما أراده .. نجحت الوساطة وعاد عبدالوهاب البياتي إلى العراق .. بعد سنوات الغربة بفضل الله ثم بفضل ذلك الجزائري النبيل عثمان سعدي الذي أثبت أن العرب إذا صدقوا فمواقفهم تسكن في الضمائر لا في الشعارات !!

و البياتي كتب قصائداً خالدة في ثورة الجزائر 
من ضمنها قصيدة “الموت في الظهيرة” التي رثى فيها البياتي أحد قادة الثورة الكبار وهو الشهيد العربي بن المهيدي وهذا مقطع منها :
قمر أسود في نافذة السجن، وليلٌ
وحمامات وقرانٌ وطفلُ
أخضر العينين يتلو
سورة النصرِ، وفُلٌّ 
من حقول النور، من أفق جديدِ
قطفته يد قديس شهيدِ
يد قديس وثائرْ
ولدته في ليالي بعثها شمسُ الجزائرْ !!

هكذا تُصنع المواقف
لا بالخطابات
بل بالأفعال التي تعيد منفياً إلى بلاده
وتحيي معنى الأخوة العربية في أبهى صورها !!

فشكراً لعبدالوهاب البياتي على شعره
وشكراً لعثمان سعدي على مروءته
وشكراً لكل عربي نبيل
ما زال يرى في الوحدة والكرامة
 قضية لا تسقط بالتقادم !!