الشيخ حجازي محمد يوسف شريف، المعروف بأبي إسحاق الحويني حياته، علمه، وفاته

الشيخ حجازي محمد يوسف شريف، المعروف بأبي إسحاق الحويني حياته، علمه، وفاته

الشيخ حجازي محمد يوسف شريف، المعروف بأبي إسحاق الحويني حياته، علمه، وفاته يُعد الشيخ أبو إسحاق الحويني أحد أبرز علماء الحديث في العصر الحديث، وأحد رموز التيار السلفي في العالم الإسلامي. قضى حياته في خدمة السنة النبوية، عبر تحقيق الكتب، وإلقاء الدروس، والمشاركة في العمل الدعوي. وفي 17 مارس 2025، وافته المنية بعد صراع مع المرض، تاركًا إرثًا علميًا كبيرًا. وُلد الشيخ حجازي محمد يوسف شريف، المعروف بأبي إسحاق الحويني، في 10 يونيو 1956، في مركز  الرياض  بمحافظة كفر الشيخ في مصر. نشأ في بيئة ريفية بسيطة، لكنه كان محبًا للعلم منذ صغره، واهتم بشكل خاص بدراسة العلوم الشرعية. بعد إكمال تعليمه الأساسي، التحق بكلية الألسن بجامعة عين شمس، حيث درس اللغة الإسبانية، لكنه سرعان ما انصرف إلى طلب العلوم الإسلامية، خاصة علم الحديث. --- رحلته في طلب العلم بدأ الشيخ الحويني طلب العلم الشرعي في مرحلة مبكرة من حياته، وكان شغوفًا بعلوم الحديث. تتلمذ على أيدي عدد من كبار العلماء، وتأثر بشكل خاص بعلماء الحديث الكبار مثل الإمام الألباني، الذي كان له أثر عظيم في توجهه العلمي. رحلته مع الشيخ الألباني في أوائل الثمانينيات، التقى الحويني بالشيخ محمد ناصر الدين الألباني، وارتبط به فكريًا ومنهجيًا، حيث تأثر بمنهجه في دراسة الحديث والتحقيق العلمي. كان يراسل الألباني ويتلقى منه التوجيهات، وكان من أبرز تلاميذه في العالم العربي. --- جهوده العلمية والدعوية كان الشيخ أبو إسحاق الحويني من أكثر العلماء إنتاجًا في علم الحديث، حيث كرّس حياته لتحقيق الكتب، وإلقاء الدروس والمحاضرات، ونشر الفكر السلفي القائم على اتباع منهج السلف الصالح. أعماله العلمية قدّم الشيخ العديد من المؤلفات المهمة، ومن أبرزها: غوث المكدود بتخريج منتقى ابن الجارود تحقيق سنن ابن ماجه تحقيق الأربعين الكبرى للبيهقي تحقيق وتخريج أحاديث كتب التراث الإسلامي كما قام بتدريس كتب الحديث، وإلقاء المحاضرات العلمية في مختلف أنحاء العالم الإسلامي. كان الحويني حاضرًا بقوة في وسائل الإعلام الإسلامية، حيث شارك في العديد من البرامج التلفزيونية والإذاعية، وألقى محاضرات في المساجد والمراكز الإسلامية، ما جعله من أشهر الدعاة السلفيين في مصر والعالم العربي. مرضه ومعاناته الصحية في السنوات الأخيرة من حياته، عانى الشيخ الحويني من عدة أزمات صحية، أثرت على نشاطه الدعوي. أصيب بعدة أمراض مزمنة، وأجرى عمليات جراحية، لكنه ظل صابرًا محتسبًا، واستمر في التدريس والإفتاء قدر استطاعته. في 17 مارس 2025، أعلنت أسرة الشيخ وفاته بعد صراع مع المرض، حيث نشر نجله حاتم الحويني على صفحته في "فيسبوك" خبر الوفاة، قائلاً: "إنا لله وإنا إليه راجعون.. مات أبي". رحل الشيخ عن عمر 68 عامًا، بعد حياة حافلة بالعطاء العلمي والدعوي. --- إرثه وتأثيره ترك الشيخ أبو إسحاق الحويني إرثًا علميًا كبيرًا، يتجلى في كتبه، ومحاضراته، وطلبته الذين تعلموا منه واستمروا في نشر علم الحديث. كما كان له دور بارز في إحياء منهج التحقيق العلمي في الحديث، متأثرًا بالشيخ الألباني. لا يزال أثره باقيًا في الساحة الإسلامية، حيث تواصل كتبه وأشرطته التعليمية نشر العلم بين طلاب الشريعة. برحيل الشيخ الحويني، فقد العالم الإسلامي أحد أبرز علماء الحديث في العصر الحديث، لكن أثره العلمي والدعوي باقٍ بيننا. نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته.