استقبال المصريين أول ليلة من ليالي رمضان في المساجد والمقاهي وشاشات التليفزيون

كتب: سالم الأمير
مع حلول شهر رمضان المبارك، تتباين اهتمامات الناس وطريقة استقبالهم لأول ليلة من لياليه الروحانية.
وذلك في مشهد يعكس تنوع أنماط الحياة، امتلأت المساجد بالمصلين، وازدحمت المقاهي بالرواد، فيما اختار آخرون الجلوس أمام شاشات التلفاز لمتابعة المسلسلات الرمضانية. فكيف كانت الأجواء؟ وما الذي جذب الناس أكثر في هذه الليلة المميزة؟
رواد المساجد: أجواء إيمانية وروحانيات خاصة مع غروب شمس اليوم الأخير من شعبان، توجهت أعداد غفيرة من المصلين إلى المساجد لأداء صلاة العشاء والتراويح، في مشهد مهيب يعكس شوق المسلمين لاستقبال رمضان بالعبادة والتقرب إلى الله، في مسجد كبير وسط المدينة، تحدثنا مع الشيخ أحمد، إمام المسجد، الذي قال:
"في هذه الليلة نشهد تدفق أعداد كبيرة من المصلين، خاصة أن الناس تشتاق لأجواء التراويح والقيام بعد عام طويل، نشعر بفرحة غامرة ونحن نرى الشباب والكبار والصغار يحرصون على أداء الصلاة في جماعة."
وفي المقابل، عبر بعض المصلين عن رغبتهم في الاستمرار على هذا النهج طوال الشهر وعدم الاكتفاء بالحضور في الليالي الأولى فقط، يقول محمود، وهو شاب في العشرينيات:"أشعر براحة نفسية كبيرة عندما أبدأ رمضان بالصلاة في المسجد، وأتمنى أن أستمر في هذا الالتزام طوال الشهر."
أما بالنسبة لرواد المقاهي: السهر على طقوس مختلفة على بعد أمتار من المسجد، وفي أحد المقاهي الشهيرة، كان المشهد مختلفًا تمامًا، حيث اكتظ المكان بالشباب الذين اجتمعوا لتبادل الأحاديث ولعب الطاولة وشرب الشيشة، ومع بدء الموسم الرمضاني، بدا واضحًا أن الكثيرين يفضلون قضاء أمسياتهم الأولى في المقاهي.
فقال أحد رواد المقهى لنا:"بعد يوم طويل من التعب والتحضيرات الرمضانية، نحتاج إلى الجلوس مع الأصدقاء والاستمتاع بأجواء السهر."
أما صاحب المقهى، فأكد أن رمضان يشهد إقبالًا متزايدًا، خاصة في السهرات بعد الإفطار وحتى وقت السحور ويقول:"المقاهي في رمضان تصبح أكثر حيوية، حيث يفضل البعض الجلوس هنا بعد الإفطار، بينما يستمر السهر حتى أذان الفجر."
رواد الشاشات: دراما رمضان تحتل الصدارة وهذه الفئة الثالثة، فاختارت استقبال رمضان على طريقتها الخاصة، حيث انشغلت بمتابعة المسلسلات الرمضانية التي تملأ القنوات في هذا الشهر، مع دقات الساعة التاسعة مساءً، بدأت بعض المنازل تخلو من أفرادها الذين تجمعوا حول الشاشات لمشاهدة أولى الحلقات.
في حين يرى البعض أن هذه المسلسلات قد تكون سببًا في إبعاد الناس عن الأجواء الروحانية، يرى آخرون أنها جزء من المتعة الرمضانية.
بين المسجد والمقهى والشاشة .. أين نجد روح رمضان الحقيقية؟
في النهاية، تبقى هذه الخيارات المختلفة تعبيرًا عن تنوع اهتمامات الناس في رمضان، لكن تبقى الأجواء الإيمانية للمساجد هي الأكثر ارتباطًا بجوهر هذا الشهر الفضيل، حيث السكينة والطمأنينة تملأ قلوب الصائمين.
ومع ذلك، فإن لكل شخص طريقته الخاصة في استقبال رمضان، ويبقى التوازن هو المفتاح الأمثل للاستمتاع بهذا الشهر المبارك دون إغفال القيم الروحية التي يحملها.