من هنا نبدأ...م الرضا... سيادة الروح وسر الارتقاء
في زحام الحياة وتقلّباتها، وبين مطالب النفس وضغوط الواقع، يبقى الرضا أحد أندر الكنوز التي لا يملكها إلا من سكن قلبه اليقين، وأشرقت روحه بنور الفهم العميق لرسالة الوجود.

✍️ بقلم: د. مدحت يوسف
???? التاريخ: 14 يوليو 2025
في زحام الحياة وتقلّباتها، وبين مطالب النفس وضغوط الواقع، يبقى الرضا أحد أندر الكنوز التي لا يملكها إلا من سكن قلبه اليقين، وأشرقت روحه بنور الفهم العميق لرسالة الوجود.
الرضا ليس موقفًا عابرًا أو شعورًا مؤقتًا، بل هو حالة وجودية تملأ الكيان، ترتفع بالإنسان من مستوى ردّ الفعل إلى مقام التسليم الواعي، ومن حدود السخط والقلق إلى آفاق الطمأنينة والسلام.
الناس جميعًا يسعون: في رزق، في صحة، في زواج، في شهرة، في أمن، في مكانة، في حلم مؤجل أو هدف مرتقب... لكن قلة من البشر من يسيرون في هذا الطريق وعقولهم تخطط وأرواحهم مطمئنة. الرضا لا يُلغي هذا السعي، بل يجعله أكثر نبلًا وأقل توترًا، وأكثر وضوحًا وأقل قلقًا.
في القرآن الكريم، جعل الله الرضا أرفع مراتب القرب، فقال:
"رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ" [البينة: 8]
وهنا تكمن عظمة الرضا: أن يكون تبادلًا بين الخالق والمخلوق، بين السماء والأرض، بين الإرادة البشرية والتقدير الإلهي.
الرضا لا يعني أن نكفّ عن العمل، أو أن نستسلم للظروف، بل يعني أن نعمل بكل طاقتنا، ثم نُسلم القلب لما كتب الله، دون جَزع إذا تأخر الحصاد، ودون كبرياء إذا جاء العطاء.
إنسان اليوم يملك أدوات أكثر من أي وقت مضى: تكنولوجيا، تعليم، سرعة تواصل، فرص انتشار... لكنه يفتقر إلى راحة القلب. الرضا هو تلك الراحة، هو أن تمضي في دربك، وتُخطط، وتنجح، وتُخطئ، وتُعيد المحاولة، دون أن تنهشك المقارنات، أو تستنزفك الحسرة، أو تُقيدك الهواجس.
في باب الرزق، الرضا لا يعني أن تترك العمل، بل أن تعمل بضمير وتقبل ما قُسم لك بقلب شاكر. في الصحة، الرضا لا يعني ألا تتداوى، بل أن تبذل وتُحسن الظن بحكمة الله إن تأخر الشفاء. في العلاقات، لا يعني الرضا أن تتنازل عن كرامتك، بل أن تدرك متى تُنهي ما يُنهك روحك وأنت مؤمن أن الفقد أحيانًا نعمة.
الرضا لا يخص جانبًا من الحياة، بل يشملها كلها:
هو البسمة الهادئة في وجه الألم،
هو السكون العميق في قلب العاصفة،
هو الدافع للاستمرار عندما تظن أن كل شيء انتهى.
من منظور علم النفس الحديث، يُعد الرضا أحد أعمدة "الصحة النفسية المستدامة"، لأنه يُخفف من التوتر، ويُقلل من الحسد، ويمنح الإنسان مناعة ضد الانهيار عند الفشل أو التأخر. أما من منظور الإيمان، فهو علامة التوكل الصادق، ومعيار القرب من الله.
ختامًا...
الرضا ليس قيدًا للطموح، بل حارسه النبيل.
ليس بديلًا عن السعي، بل نوره ورفيقه.
ليس نهاية للرحلة، بل طمأنينة القلب في كل مراحلها.
فمن أراد أن يعيش قويًا في روحه، نقيًا في قلبه، منيعًا أمام تقلبات الحياة، فليجعل الرضا رفيق دربه، لا يساوم عليه، ولا يغفله.
ازرع الرضا في نفسك، واسعَ لما تحب، فإن الله لا يضيع سعيًا صادقًا، ولا قلبًا مؤمنًا، ولا دمعًا خاشعًا...
فالرضا ليس أن تملك كل شيء، بل أن تؤمن أن كل ما تملكه يكفيك وأنت تسعى نحو الأفضل.
@topfans
كاميرا مباشر كفرالشيخ نواب شباب تطوير الذات والثقة بالنفس القنصليه المصريه بالرياض كفرالشيخ والناس الجيش المصري رجال السفارة المصرية بالرياض جريدة المعادي اليوم ديسك جريدة التايم المصرية ديسك جريدة بهية نيوز ديسك صحيفة المصريين بالخارج جريدة الأهرام جريدة الاهرام جروب شباب الرياض جريدة مصر الدولية - الديسك الرسمي حزب الجبهة الوطنية حزب الجبهة الوطنية حزب مستقبل وطن أمانة محافظة كفر الشيخ البرلمان ع الهوا البرلمان العربي الطريق الي البرلمان كفرالشيخ الطريق الى البرلمان لخدمة مواطنى كفرالشيخ الطريق الي البرلمان كفرالشيخ
#وزارة_الخارجية_والهجرة_وشئون_المصريين_بالخارج #انتخابات٢٠٢٥ #د_مدحت_يوسف #مجلسالوزاراء #الجمهوريةالجديدة #أمن_الأوطان #الشخصية_المتكاملة #المجتمعات #مجلسـالوزراء #الايجار
قطاع الهجرة وشئون المصريين بالخارج - وزارة الخارجية المصرية وزارة التربية والتعليم المصرية