الموسم الثقافي لجامعة القاهرة يناقش حماية حقوق المبدعين
أكد الدكتور محمد سامي عبد الصادق رئيس جامعة القاهرة أن الآداب والفنون والعلوم لها دور في نهضة المجتمعات،

بسيوني الجمل
أكد الدكتور محمد سامي عبد الصادق رئيس جامعة القاهرة أن الآداب والفنون والعلوم لها دور في نهضة المجتمعات، وأن قانون حماية حقوق الملكية الفكرية رقم 82 لسنة 2002، يوفر الحماية المتكاملة لأصحاب الإبداع بمختلف صنوفه.
قال ذلك في محاضرة تحت عنوان «حماية الملكية الفكرية والهوية في عصر الذكاء الاصطناعي»، ضمن فعاليات الموسم الثقافي للعام الجامعي 2024-2025 بقاعة الاحتفالات الكبري بالجامعة.
وأشار أن الجامعة أطلقت استراتيجيتها للذكاء الاصطناعي في أكتوبر ٢٠٢٤ وتعد أول استراتيجية جامعية من هذا النوع في مصر أفريقيا والشرق الأوسط، وأضاف أن العمل على صياغة الإصدار الثاني لسياسة الملكية الفكرية بالجامعة وفق مستجدات التعامل مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي، فضلا عن إطلاق قاموس القاهرة العصري للشباب العربي.
الفاعلية بحضور الدكتور هشام عزمي رئيس الجهاز المصري للملكية الفكرية، والدكتور محمود السعيد نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون الدراسات العليا والبحوث، والدكتورة غادة عبد الباري القائم بأعمال نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور عبد الهادي العوضي مستشار رئيس الجامعة للشئون الطلابية والمدن الجامعية.
وعدد من عمداء الكليات والوكلاء وأعضاء هيئة التدريس والعاملين والطلاب بمختلف كليات الجامعة.
وأدار الندوة الدكتور عبدالله التطاوى المستشار الثقافى لرئيس الجامعة، والدكتور محمد منصور هيبة المستشار الإعلامي لرئيس الجامعة والمتحدث الرسمى باسم الجامعة.
وتأتى فعاليات الموسم الثقافي للجامعة فى إطار توجيهات الدكتور محمد سامى عبد الصادق رئيس الجامعة، بتكثيف اللقاءات الفكرية مع طلاب الجامعة، وتوسيع الآفاق المعرفية والفكرية لديهم، عبر تنظيم محاضرات وندوات، مع كبار المفكرين والعلماء والكتاب والإعلاميين، لحوارات ونقاشات مع الطلاب، لتعزيز الوعى بالقضايا المجتمعية، محليًا وإقليميًا وعالميًا.
وأوضح الدكتور هشام عزمي، أن الملكية الفكرية لا تعني حماية الفكرة بل تختص بحماية نتاج الأفكار في المجالات الإبداعية، في الموسيقي والمسرح والفنون وبراءات الاختراع والعلامات التجارية وغيرها.
واستعرض تاريخ الملكية الفكرية في مصر بداية من صدور قانون العلامات والبيانات التجارية رقم 37 عام 1939، وصولاً إلي إطلاق الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية في مصر عام 2022.
وأشار أن إطلاق الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، والتي تعكس اهتمام الدولة بأهمية الملكية الفكرية في دفع عجلة التنمية الاقتصادية، وتعزيز التحول الرقمي وتوفير خدمات التسجيل من خلال استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة.
وتطرق الدكتور هشام عزمي، إلي نقاط القوة والضعف والفرص والتحديات التي تواجة ملف حقوق الملكية الفكرية في مصر، مؤكدًا على ضرورة رفع الوعي حول حقوق الملكية الفكرية لدي تلاميذ المدارس، وداخل الجامعات لكافة منتسبيها، وفئات المجتمع المختلفة، وضرورة تعزيز المحتوى العربي على المنصات المختلفة.
وأشاد بتنظيم الدولة المصرية لجائزة المبدع الصغير من عمر 5 حتى 18 عاما، ودمج كافة الجهات المختصة بالملكية الفكرية إلى الجهاز المصري للملكية الفكرية.
كما تناول الدكتور هشام عزمي، التحديات التي تواجه الملكية الفكرية في ظل الذكاء الاصطناعي والتي من أبرزها تحديد الملكية، وفجوات التشريع، والاستنساخ والتقليد، والتغييرات في الابداع، وحقوق البيانات، والتحديات الاخلاقية، والتحيز في البيانات، وتحديات الابتكار، مشيرًا إلي تأثيرات الذكاء الاصطناعي على الهوية الثقافية مثل تغيير القيم الانسانية، وفقدان التنوع الثقافي، والتحيز المالي والتكنولوجي، وتكريس التجانس الثقافي.
وأكد الدكتور عبد الله التطاوي، أهمية إنشاء الجهاز المصري للملكية الفكرية للحفاظ علي حقوق المفكرين والمبدعين والأدباء وأصحاب كافة المهن علي المستوي الاقتصادي والتسويقي، لاسيما في عصر الذكاء الاصطناعي.
وأشار إلى الدور المهم للدكتور هشام عزمي في تأسيس جهاز الملكية الفكرية، الذي أصبح بادرة أمل كبري في الحفاظ علي حقوق الأفراد، والأدوار المختلفة المنوط بها الجهاز المصري للملكية الفكرية.
وقال الدكتور محمد منصور هيبة، إن تقنيات الذكاء الاصطناعي تمثل خطرًا علي الصغار والكبار في ظل غياب الإطار القيمي والأخلاقي والضمير العلمي والمهني، لأنه يقوم بترويج الأفكار المغلوطة ويمتلك القدرة على تغيير الأخبار والصور وغيرها.
وأكد أننا نمتلك أدوات العودة للحفاظ على موقعنا على الخريطة العالمية، وطالب وسائل الإعلام العربي بالعمل بوعي وإرادة وطنية للحفاظ على هويتنا الثقافية والحضارية والأخلاقية، ومخاطبة جمهورها المستهدف بلغة يفهمها حول قضاياه المصيرية، والعمل على إعادة الاعتبار للغة العربية وجعلها لغة التخاطب الأساسية وهو ما يتطلب تكاتف جهود كافة مؤسسات الدولة.
وفي نهاية المحاضرة، تم فتح باب المناقشة والحوار مع الطلاب والرد على تساؤلاتهم المختلفة بهدف إثراء أفكارهم حول فعاليات المحاضرة، بهدف تكوين جيلٍ واعٍ بتحديات العصر.