هل تتخلى مصر عن إتفاقية السلام مع إسرائيل؟ تقرير «معاريف» يطلق تحذيراً لافتاً

سوسن زايد
في تطور لافت يعكس تصاعد التوتر في العلاقات المصرية الإسرائيلية، نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تقريرًا حذرًا تحدثت فيه عن "تغيرات جوهرية ومقلقة" في موقف مصر من اتفاقية السلام الموقعة مع إسرائيل منذ أكثر من أربعة عقود، وذلك في ظل المستجدات الإقليمية التي فرضتها حرب "سيوف الحديد".
بحسب التقرير، بدأت مصر تتصرف وكأنها تدير ظهرها تدريجيًا للاتفاقية دون أن تعلن ذلك رسميًا، مشيرة إلى مؤشرات عدة أبرزها امتناع القاهرة عن تعيين سفير جديد لدى تل أبيب، ما دفع إسرائيل بدورها إلى عدم تعيين سفير جديد في القاهرة. واعتبرت الصحيفة أن هذه الخطوة تتجاوز الخلافات الدبلوماسية المعتادة، وتدل على فتور متزايد في العلاقات.
وأضافت "معاريف" أن مصر في المقابل تعزز تعاونها العسكري مع دول تصنفها إسرائيل كـ"أعداء استراتيجيين"، وذلك من خلال إجراء مناورات مشتركة وصفقات تسليح متقدمة، ما يشكل – من وجهة نظر الصحيفة – تحولًا في توازن القوى بالمنطقة.
وتضمن التقرير تحذيرات شديدة اللهجة بشأن تنامي القوة العسكرية المصرية، حيث اعتبرت الصحيفة أن الجيش المصري بات "الأقوى في الشرق الأوسط"، بينما يواجه الجيش الإسرائيلي تحديات داخلية تمثلت في تقليصات واسعة النطاق خلال العقدين الماضيين، شملت تفكيك فرق عسكرية وتسريح آلاف الجنود وتقليص مدة الخدمة الإلزامية، ما أضعف الجاهزية القتالية بحسب التقرير.
كما انتقدت "معاريف" ما وصفته بـ"غضّ الحكومة الإسرائيلية الطرف عن الواقع الاستراتيجي الجديد"، مشيرة إلى أن التهديدات تتعاظم من عدة جبهات في وقت تتراجع فيه القدرات العسكرية الإسرائيلية نسبيًا.
موقف مصر الرسمي: صمت استراتيجي أم سياسة محسوبة؟
رغم ما أوردته الصحيفة من مؤشرات وتحذيرات، لم يصدر عن الحكومة المصرية أي موقف رسمي يؤكد أو ينفي التخلي عن اتفاقية السلام. ويُلاحظ أن القاهرة لا تزال تحافظ على خطوط تواصل مفتوحة وإن كانت محدودة مع الجانب الإسرائيلي، لاسيما في القضايا الأمنية والحدودية، فضلاً عن دورها المحوري في الوساطات بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.