العنزى في القيروان

العنزى في القيروان
العنزى في القيروان


الأمين العام للاتحاد الكشفى للبرلمانيين العرب فيصل خزيم العنزى
ياخذ القارئ فى رحلة عبر التاريخ بنامل اديب وبعيون عاشق للتاريخ الاسلامي والفتوحات يسطر ھذھ السطور اثناء تواجدھ فى تونس الخضراء

في مدينة القيروان !!

القيروان :
رابعة الثلاث ومنطلق الفتوحات إلى الأندلس !!

في قلب تونس تتربع القيروان مدينة العلم والإيمان التي كانت منطلق الفتح الإسلامي نحو المغرب والأندلس
وشهدت على بطولات القائد عقبة بن نافع ..

تعد مدينة القيروان واحدة من أهم المدن الإسلامية في التاريخ إذ كانت رابعة الثلاث بعد مكة والمدينة والقدس ومثّلت قاعدة الانطلاق لنشر الإسلام والثقافة العربية في شمال إفريقيا وحتى الأندلس .. أسسها القائد العربي الكبير عقبة بن نافع عام 50 هـ (670 م) بأمر من الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان لتكون حصناً للمسلمين ضد هجمات الروم والبربر وقاعدةً عسكرية متقدمة للفتوحات الإسلامية في الغرب الإسلامي !!

القائد عقبة بن نافع :

عُرف عقبة بن نافع بشجاعته وإيمانه القوي برسالة الإسلام وقاد العديد من الفتوحات التي أدت إلى توسع رقعة الدولة الإسلامية .. وبعد أن أحكم السيطرة على شمال إفريقيا واصل زحفه حتى وصل إلى ساحل المحيط الأطلسي حيث أدرك أن البحر هو العائق الوحيد أمام تقدمه وفي لحظة تاريخية خالدة قيل إنه دخل بفرسه إلى مياه المحيط ورفع يديه إلى السماء قائلاً :

{ اللهم اشهد أني بلغت المجهول ولولا هذا البحر لمضيت في البلاد أقاتل من كفر بك حتى لا يعبد أحد من دونك }

دور القيروان في الفتوحات الإسلامية :

لم تكن القيروان مجرد مدينة بل كانت منارة للعلم والجهاد ومنها انطلقت الجيوش الإسلامية بقيادة طارق بن زياد وموسى بن نصير إلى الأندلس التي أصبحت مركزاً للحضارة الإسلامية في الغرب .. كما لعبت دوراً محورياً في نشر الإسلام والثقافة العربية بين الأمازيغ الذين أصبحوا جزءاً أساسياً من الأمة الإسلامية !

إلى اليوم لا تزال القيروان تحمل إرثاً عظيماً حيث تضم جامع عقبة بن نافع أحد أقدم وأهم المساجد في العالم الإسلامي بالإضافة إلى العديد من المعالم التي تروي قصة مجدها التاريخي وبذلك تظل القيروان جوهرة الفتح الإسلامي في المغرب العربي ومنارة للعلم والإيمان .

تحية لتونس وأهلها الطيبين الذين ورثوا عراقة التاريخ وشهامة الأجداد فظلوا رمزاً للعطاء والكرم والثقافة ..
تونس الخضراء أرض الأصالة والمجد تبقى دائماً متألقة في سماء العروبة والإسلام .
-