الجيش‭ ‬المصرى‭ ‬من‭ ‬‮«‬معركة‭ ‬التحرير‭.. ‬إلى‭ ‬ملحمة‭ ‬التطهير‮»‬

الجيش‭ ‬المصرى‭ ‬من‭ ‬‮«‬معركة‭ ‬التحرير‭.. ‬إلى‭ ‬ملحمة‭ ‬التطهير‮»‬

نصف‭ ‬قرن‭ ‬من‭ ‬العطاء‭ ‬والفداء‭ ‬والتضحيات‭ ‬والبطولات‭ ‬والملاحم‭ ‬الوطنية
‭‬50 عامًا‭ ‬على‭ ‬معجزة‭ ‬العبور‭ (‬2‭/‬3‭)‬

الحقيقة‭ ‬أنه‭ ‬رغم‭ ‬مرور‭ ‬50‭ ‬عاماً‭ ‬على‭ ‬أعظم‭ ‬انتصارات‭ ‬العسكرية‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬العصر‭ ‬الحديث‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬حياً‭ ‬فى‭ ‬العقل‭ ‬والوجدان،‭ ‬بل‭ ‬إنه‭ ‬أحدى‭ ‬ركائز‭ ‬الفخر‭ ‬والثقة‭ ‬فى‭ ‬النفس،‭ ‬واكتمال‭ ‬الصورة‭ ‬الذهنية‭ ‬لهذا‭ ‬الوطن‭ ‬بأنه‭ ‬قادر‭ ‬فى‭ ‬أى‭ ‬وقت‭ ‬على‭ ‬عبور‭ ‬التحديات‭ ‬والأزمات‭ ‬مهما‭ ‬بلغت‭ ‬فليس‭ ‬هناك‭ ‬أصعب‭ ‬‭ ‬مما‭ ‬حدث‭ ‬ونجح‭ ‬المقاتل‭ ‬المصرى‭ ‬فى‭ ‬شجاعة ‬وبسالة‭ ‬وقدرة‭ ‬علي‭ ‬التحدى‭ ‬فى‭ ‬تجاوزه‭ ‬وتحويله‭ ‬إلى‭ ‬أسباب‭ ‬ليكون‭ ‬نصر‭ ‬أكتوبر‭ ‬هو‭ ‬الانتصار‭ ‬الأعظم‭.‬
‭ ‬إن‭ ‬جيل‭ ‬أكتوبر‭ ‬العظيم‭ ‬رسخ‭ ‬وشكل‭ ‬عقيدة‭ ‬الجيش‭ ‬المصرى‭ ‬العظيم،‭ ‬وأنه‭ ‬الجيش‭ ‬الأسطورة،‭ ‬لا‭ ‬يهاب‭ ‬الصعاب‭ ‬أو‭ ‬الموت،‭ ‬ولا‭ ‬يخشى‭ ‬أى‭ ‬قوة،‭ ‬فهو‭ ‬الطاقة‭ ‬لثقة‭ ‬واحترافية‭ ‬وكفاءة‭ ‬قتالية‭ ‬عالية‭ ‬وإيمان‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬مستحيل،‭ ‬وهنا‭ ‬يجب‭ ‬دراسة‭ ‬تأثيرات‭ ‬ونتائج‭ ‬ملحمة‭ ‬العبور‭ ‬على‭ ‬العقيدة‭ ‬القتالية،‭ ‬وثقة‭ ‬المقاتل‭ ‬المصرى‭ ‬فى‭ ‬نفسه‭ ‬جيلاً‭ ‬بعد‭ ‬جيل،‭ ‬وكيف‭ ‬حول‭ ‬المقاتل‭ ‬المصرى‭ ‬لدى‭ ‬كافة‭ ‬جيوش‭ ‬العالم‭ ‬بأنه‭ ‬الجندى‭ ‬الذى‭ ‬يحظى‭ ‬بالاحترام‭ ‬والمهابة‭.‬
إذا‭ ‬تحدثنا‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬دائماً‭ ‬هى‭ ‬ركيزة‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المنطقة،‭ ‬وتحقيق‭ ‬توازن‭ ‬القوة‭ ‬فيها‭ ‬فإن‭ ‬نصر‭ ‬أكتوبر‭ ‬من‭ ‬أعظم‭ ‬الأسباب‭ ‬التى‭ ‬حققت‭ ‬التوازن‭ ‬فى‭ ‬موازين‭ ‬القوة‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬بين‭ ‬العرب‭ ‬من‭ ‬ناحية،‭ ‬وعدوهم‭ ‬التقليدى‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬انهى‭ ‬الجيش‭ ‬المصرى‭ ‬مقولة‭ ‬الجيش‭ ‬الذى‭ ‬لا‭ ‬يقهر‭ ‬ولم‭ ‬يكرر‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬سوى‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬الذى‭ ‬أعاد‭ ‬لموازين‭ ‬القوة‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬توازنها‭ ‬وانضباطها‭ ‬بل‭ ‬تفوقها‭ ‬لصالح‭ ‬مصر‭ ‬والعرب،‭ ‬عندما‭ ‬قرر‭ ‬تطوير‭ ‬وتحديث‭ ‬الجيش‭ ‬المصرى‭ ‬وتزويده‭ ‬بأحدث‭ ‬منظومات‭ ‬التسليح‭ ‬فى‭ ‬العالم،‭ ‬وأصبح‭ ‬قوة‭ ‬ضاربة‭ ‬حكيمة‭ ‬تدافع‭ ‬ولا‭ ‬تعتدى‭ ‬وهو‭ ‬أقوى‭ ‬جيوش‭ ‬المنطقة‭ ‬وإفريقيا‭ ‬وأحد‭ ‬أقوى‭ ‬جيوش‭ ‬العالم،‭ ‬ويحسب‭ ‬للرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬أيضاً‭ ‬أنه‭ ‬قائد‭ ‬ملحمة‭ ‬العبور‭ ‬الثانى‭ ‬مكتمل‭ ‬الأركان‭ ‬سواء‭ ‬العبور‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تطهير‭ ‬وتحرير‭ ‬سيناء‭ ‬واستعادة‭ ‬كامل‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬على‭ ‬أراضيها‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬نجح‭ ‬فى‭ ‬عبور‭ ‬لم‭ ‬يسبقه‭ ‬أحد‭ ‬إليه،‭ ‬وهو‭ ‬تنفيذ‭ ‬أكبر‭ ‬عملية‭ ‬بناء‭ ‬وتنمية‭ ‬وتعمير‭ ‬فى‭ ‬سيناء‭ ‬بلغت‭ ‬كلفتها‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬700‭ ‬مليار‭ ‬جنيه،‭ ‬وربط‭ ‬سيناء‭ ‬بكافة‭ ‬ربوع‭ ‬البلاد‭ ‬وفق‭ ‬رؤية‭ ‬عبقرية‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬حماية‭ ‬سيناء‭ ‬عسكرياً‭ ‬وأمنياً‭ ‬وأيضاً‭ ‬حمايتها‭ ‬بالبناء‭ ‬والتنمية‭ ‬والعمران‭ ‬وهى‭ ‬سابقة‭ ‬لم‭ ‬تحدث‭ ‬إلا‭ ‬فى‭ ‬عهد‭ ‬السيسى‭ ‬ليطمئن‭ ‬المصريون‭ ‬على‭ ‬سيناء‭ ‬وأيضاً‭ ‬على‭ ‬قوة‭ ‬وثقة‭ ‬وكفاءة‭ ‬واحترافية‭ ‬جيشهم‭ ‬العظيم‭ ‬بعد‭ ‬نجاحه‭ ‬فى‭ ‬تحقيق‭ ‬نصر‭ ‬ملحمى‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬أهمية‭ ‬عن‭ ‬نصر‭ ‬أكتوبر،‭ ‬عندما‭ ‬انتصرت‭ ‬ودحرت‭ ‬الإرهاب‭ ‬وحررت‭ ‬وطهرت‭ ‬سيناء‭ ‬من‭ ‬دنسه‭.‬
نقطة‭ ‬مهمة‭ ‬أيضاً‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬نتحدث‭ ‬فيها‭ ‬قبل‭ ‬الخوض‭ ‬فى‭ ‬رؤية‭ ‬الاحتفال‭ ‬المتوقع‭ ‬بمرور‭ ‬50‭ ‬عاماً‭ ‬على‭ ‬نصر‭ ‬أكتوبر،‭ ‬وهى‭ ‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬الجيش‭ ‬المصرى‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬50‭ ‬عاماً‭ ‬على‭ ‬حرب‭ ‬أكتوبر،‭ ‬الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬الجيش‭ ‬المصرى‭ ‬فى‭ ‬عهد‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬إنجاز‭ ‬عظيم‭ ‬وهو‭ ‬أعظم‭ ‬إنجاز‭ ‬يدعونا‭ ‬إلى‭ ‬الفخر‭ ‬والثقة‭ ‬والاطمئنان‭ ‬بما‭ ‬يمتلكه‭ ‬من‭ ‬قدرات‭ ‬وتفوق‭ ‬واستعداد‭ ‬وكفاءة‭ ‬قتالية‭ ‬عالية‭ ‬مدعومة‭ ‬بخبرات‭ ‬متراكمة،‭ ‬واحترافية‭ ‬استثنائية،‭ ‬ومنظومات‭ ‬تسليح‭ ‬هى‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬الأحدث‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬التخصصات‭ ‬والأفرع‭ ‬الرئيسية‭ ‬ليجسد‭ ‬قدرة‭ ‬الجيش‭ ‬المصرى‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬الأمن‭ ‬القومى‭ ‬المصرى‭ ‬فى‭ ‬وقت‭ ‬تموج‭ ‬فيه‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭ ‬بمتغيرات‭ ‬حادة‭ ‬وصراعات‭ ‬طاحنة‭ ‬واطماع‭ ‬متصاعدة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬قدرة‭ ‬جيش‭ ‬مصر‭ ‬العظيم‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬الحدود‭ ‬والأرض‭ ‬والثروات‭ ‬والحقوق‭ ‬المشروعة،‭ ‬بما‭ ‬يملكه‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬وقدرة،‭ ‬وعقيدة‭ ‬شريفة‭ ‬تجسد‭ ‬أسمى‭ ‬مراتب‭ ‬ومعانى‭ ‬الشرف‭ ‬والبطولات‭ ‬والتضحيات‭.‬
الحقيقة‭ ‬الثابتة‭ ‬والتى‭ ‬تنطلق‭ ‬من‭ ‬مقولة‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬من‭ ‬يملك‭ ‬جيشاً‭ ‬وطنياً،‭ ‬يملك‭ ‬أمناً‭ ‬واستقراراً،‭ ‬لذلك‭ ‬لولا‭ ‬قوة‭ ‬وقدرة‭ ‬وبطولات‭ ‬وتضحيات‭ ‬هذا‭ ‬الجيش‭ ‬العظيم‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬مصر‭ ‬لتنعم‭ ‬بالأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والتنمية‭ ‬والمستقبل‭ ‬الواعد،‭ ‬فما‭ ‬قدمه‭ ‬أبطال‭ ‬قواتنا‭ ‬المسلحة‭ ‬سواء‭ ‬فى‭ ‬حماية‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬السقوط‬‭.‬
الاحتفال‭ ‬بمرور‭ ‬50‭ ‬عاماً،‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬ينطلق‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬شاملة‭ ‬وواعية‭ ‬لأهمية‭ ‬إيقاظ‭ ‬روح‭ ‬أكتوبر‭ ‬التى‭ ‬نجح‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬فى‭ ‬استثمارها‭ ‬بتجاوز‭ ‬مصر‭ ‬وعبورها‭ ‬لمحن‭ ‬وشدائد‭ ‬وأزمات‭ ‬وتحديات‭ ‬وتهديدات‭ ‬ومخاطر‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬رؤية‭ ‬الاحتفال‭ ‬لابد‭ ‬أن‭  ‬نضع‭ ‬فى‭ ‬اعتبارنا‭ ‬أهمية‭ ‬إيقاظ‭ ‬هذه‭ ‬الروح‭ ‬والتحدي،‭ ‬والولاء‭ ‬والانتماء،‭ ‬وتجديد‭ ‬دماء‭ ‬مشاعر‭ ‬الثقة‭ ‬والاطمئنان‭ ‬والفخر،‭ ‬فما‭ ‬حدث‭ ‬فى‭ ‬أكتوبر‭ ‬1973‭ ‬هو‭ ‬زلزال‭ ‬عسكرى‭ ‬بكل‭ ‬المقاييس‭ ‬وعلى‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬مصرى‭ ‬أن‭ ‬يعرف‭ ‬قدره‭ ‬وقدرته‭ ‬ومكانته‭ ‬فهو‭ ‬الإنسان‭ ‬الذى‭ ‬لا‭ ‬ترهبه‭ ‬أى‭ ‬قوة‭.‬