سائق مصري يضحي بحياته لإنقاذ المئات من كارثة مروعة في الشرقية

سوسن زايد
شهدت مدينة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية حادثًا مأساويًا تحول إلى ملحمة بطولية خالدة، حيث اندلعت النيران داخل إحدى محطات الوقود نتيجة انفجار مفاجئ في خزان وقود شاحنة، بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
وفي لحظة فاصلة بين الحياة والموت، برز دور السائق خالد شوقي، الذي لم يهرب طلبًا للنجاة، بل اندفع بكل شجاعة وجرأة نحو الخطر، ليقود الشاحنة المشتعلة ويُبعدها عن محطة الوقود المحاطة بالأحياء السكنية. وبفضل تصرفه البطولي، تم تفادي كارثة كادت أن تُودي بحياة المئات من المواطنين، وتُحدث دمارًا واسع النطاق.
ورغم أن النيران التهمت مقصورة القيادة أثناء تحريكه للشاحنة، لم يتوقف السائق عن أداء مهمته حتى أخرجها بعيدًا عن المحطة. وتم نقله إلى مستشفى الحروق في حالة حرجة، حيث ظل في العناية المركزة لعدة أيام قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، متأثرًا بجراحه.
يُذكر أن الراحل كان يستعد لحضور زفاف نجله في التاسع عشر من يونيو الجاري، ويعول ثلاث بنات. وقد أثارت قصته مشاعر الحزن والفخر في آنٍ واحد، ودعا المواطنون إلى تكريمه رسميًا ومنح أسرته الرعاية الكاملة، مؤكدين أن هذه النماذج البطولية هي التي تستحق أن تُخلد أسماؤها في ذاكرة الوطن.
رحم الله البطل خالد شوقي، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أسرته الصبر والسلوان.