نادي الطيران المدني… من ممرات الإقلاع إلى مدارج المجد الرياضي
في قصص الرياضة حكايات تولد صدفة وأخرى تُصنع بعرق الرجال..لكن قصة نادي الطيران المدني
كتب / علي صالح هادي العزيبي
*في قصص الرياضة حكايات تولد صدفة وأخرى تُصنع بعرق الرجال..لكن قصة نادي الطيران المدني تشبه لحظة إقلاع تُحسن فيها الطائرة اختيار الريح واتجاه السماء...بدأت الفكرة متواضعة لكنها حملت في داخلها حلماً أكبر من حجمها حتى أصبح هذا الحلم اليوم على عتبة الإشهار الرسمي في الثلاثين من نوفمبر الجاري..التاريخ الذي ينتظره جميع محبي الرياضة في عدن واليمن ليشهد ميلاد نادي جديد يحمل اسم هيئة الطيران المدني ويُمثل مطارات الجمهورية كلها.
*بدأت الحكاية بدوري داخلي جمع أقسام الهيئة العامة للطيران المدني ومطار عدن..دوري بسيط في شكله لكنه عظيم في أثره..هناك وسط ملاعب صغيرة وأجواء حماسية بين موظفين يعشقون الرياضة ظهرت ملامح فريق مختلف… فريق يملك روحاً جماعية لافتة وشغفاً يتجاوز حدود بطولة داخلية..كانت تلك اللحظة الأولى التي اكتشف فيها الجميع أن “طائراً صغيراً” بدأ يختبر جناحيه… وأنه قادر على التحليق أبعد مما توقع أي شخص.*
*وجاءت نقطة التحول مع فكرة المشاركة في دوري المؤسسات والشركات الرمضاني البطولة الأبرز والأقوى في عدن منذ سنوات طويلة..دخل فريق الطيران المدني هذه البطولة للمرة الأولى بينما كانت النسخة بالنسبة للفرق الأخرى هي التاسعة عشرة أي إن كل المنافسين يمتلكون خبرة طويلة وتجارب واسعة..ورغم ذلك ورغم فارق الإمكانيات والاستعداد قرر الفريق أن يخوض التحدي بروح المغامرة.*
*لكن المفاجأة كانت مذهلة…*
*الفريق المبتدئ في هذه البطولة لم يكتف بالمشاركة بل انتزع الانتصارات الواحد تلو الآخر، متفوقاً على فرق تضم نخبة لاعبي عدن الأكثر خبرة وأداءً وعندما وصل إلى المباراة النهائية أمام فريق البريد المدجج بالنجوم، كان الجميع يدرك أن ما يحدث ليس حدثاً عادياً..خسر الفريق بضربات الترجيح فقط لكنه كسب ما هو أثمن... احترام كل من حضر وإعجاب الجمهور الرياضي وولادة حلم جماعي أصبح أكبر من مجرد بطولة رمضانية.*
*وخلف هذا التألق كان هناك دعم حقيقي وصادق من قيادة الهيئة..فحضور رئيس الهيئة العامة للطيران المدني الكابتن صالح سليم بن نهيد في المباريات، ومتابعته للفريق خطوة بخطوة لم يكن حضوراً بروتوكولياً بل كان دعماً معنوياً منح اللاعبين ثقة عالية..وإلى جواره كان المهندس محمد نزيه باحُميد الذي رأى في الفريق مشروعاً يستحق الرعاية وصرّح بوضوح*
*"أنا معكم حتى نصل إلى أعلى المراتب."*
*كلمة تحولت إلى خطة* *والخطة إلى حقيقة تلامس اليوم أبواب الإشهار الرسمي.*
*ولأن النجاح لا يكتمل بلا جهاز فني قادر على تحويل الشغف إلى أداء..جاء اختيار المدرب الشاب صلاح الشبيبي افضل مدرب في دوري عدن الممتاز 2.. ليكون خطوة حاسمة وبرؤية تدريبية حديثة وبمساعدة الكابتن مروان مسعود نجم التلال والمنتخب الوطني سابقاً بدأ الفريق يتحول تدريجياً من مجموعة موظفين إلى منظومة رياضية تمتلك فلسفتها وأسلوبها الخاص. ومع طاقم إداري منضبط أصبح الفريق جاهزاً ليكون أكثر من مجرد فريق عمل... جاهزاً ليكون نادياً.*
*لكن الطموح لم يتوقف عند عدن..فقد توسعت دائرة العمل إلى كل مطارات الجمهورية بعد جولات شاقة قام بها الجهاز الفني لاختيار لاعبين مميزين من موظفي الهيئة في مختلف المدن..تم تنظيم دوريات داخلية في عدة مطارات وتم اختيار العناصر الأبرز ثم استدعاؤهم إلى عدن للانضمام إلى الفريق الأساسي..أصبح الفريق حينها مشروعاً وطنياً لا يقتصر على محافظة واحدة بل يمثل هيئة الطيران المدني بكل مطاراتها ورجالها.*
*واليوم، ومع اقتراب الثلاثين من نوفمبر الجاري يترقب الجميع لحظة الإعلان الرسمي عن إشهار نادي الطيران المدني اللحظة التي ستتحول فيها الفكرة إلى مؤسسة والحلم إلى كيان رياضي يحق له التنافس بين أندية اليمن رسمياً....إنه يوم ينتظره اللاعبون والجهاز الفني وقيادة الهيئة وكل من تابع مسيرة الفريق منذ بدايتها.*
*فالنادي لم يعد مجرد فريق… بل قصة نجاح صنعتها الإرادة ورعاها الدعم وكبّرتها الطموحات.*
*قصة تقول إن الأحلام حين تجد من يؤمن بها تتحول إلى طائرات لا تتوقف عن التحليق.*
*وفي الأيام القليلة المقبلة سيقف النادي على مدرج جديد… مدرج الإشهار.*
*ومن هناك سيبدأ الإقلاع الحقيقي نحو سماء الكرة العدنية واليمنية ليصبح نادي الطيران المدني علامة جديدة في سجل الرياضة اليمنية ورمزاً لما يمكن أن يتحقق حين يمتزج الإخلاص بالشغف والحلم بالعمل.*
*إنه نادي الطيران المدني…*
*حلم ينتظر الإقلاع رسمياً.*
القاهرة 