"أليس منكم رجل رشيد" حروب الجيل الرابع: صورة المونوريل الذي يتساقط منه المواطنين

فيديو ساخر للقطار الكهربائى السريع وهو يمر بمجموعة فقراء يرتدون ملابس ممزقة، وصوت العندليب يغنى «شوف بقينا فين شوف»!

1.

نشر الصحفي احمد عسل اليوم الخميس مقال بعنوان "شبه حرب"

وأضاف قائلًا: فيديو ساخر للقطار الكهربائى السريع وهو يمر بمجموعة فقراء يرتدون ملابس ممزقة، وصوت العندليب يغنى «شوف بقينا فين شوف»!

صورة مقسومة لنصفين: نصف للعاصمة الإدارية «مضاءة»، ونصف لحى سكنى فى القاهرة بدون كهرباء.

رسالة مزيفة مكتوبة بالذكاء الاصطناعي تعلن فيها شركة عالمية استغناءها عن خدمات شاب مصري لفشله فى القيام بعمله بشكل منتظم مع الشركة من المنزل، لأن «ماعندوش نت» بسبب انقطاع الكهرباء فى مصر.

حسابات مزيفة، أو ساخرة، Parody، تبدو وكأنها لشخصيات معروفة، سواء لسياسيين حاليين أو سابقين أو لرجال أعمال، تنشر تغريدات وتدوينات تحمل أخبارا مغلوطة، أو شتائم وبذاءات، وتحريضا وفتنًا، وتعقبها تعليقات وتحليلات، حتى تبدو وكأنها صادرة عن الشخصية الحقيقية.

صورة تقليدية لسعد زغلول وهو يقول «مافيش فايدة»، مع أي خبر.

«إفيهات» لعادل إمام وسعيد صالح ويونس شلبى، للسخرية من مصر، وآيات قرآنية تستخدم فى غير مواضعها، وتفسيرات دينية «على المزاج».

خبر «دوار» يتم تداوله آلاف المرات يوميا من حسابات مختلفة.

شاب ذهب لشراء «الفينو» فوجد الطلبة يذاكرون دروسهم فى المقهى، لانقطاع الكهرباء.

فتاة «تعلق» بها الأسانسير وماتت اختناقا.

أخرى ماتت من الحر، بعد أن ارتفعت درجة الحرارة ١٠ درجات فجأة بعد قطع «كام» شجرة، فى المعادى ومدينة نصر!

«إنفوجراف» يتضمن إحصائيات لمقارنة «غبية» بين الأسعار فى مصر الآن، والأسعار فى الثمانينيات، مصدرها «الهيئة العامة للإحصاء»، علما بأنه لا توجد فى مصر هيئة بهذا الاسم!

صورة لوزير تموين الإخوان، وهو يمسك بزجاجة زيت داخل مجمع استهلاكى، ويتحدث بـ«حنية» مع مواطنة، وتعليقات معدة سلفا ومقارنات سخيفة، ولماذا فرط المصريون فى هؤلاء «الملائكة» الذين كانوا يحكمونهم، وكأن الشعب ثار فى ٣٠ يونيو بسبب الزيت أو السكر!

بوستات وفيديوهات «تأليه» فى أبو تريكة، وحشر اسمه و«سحنته» فى أى مناسبة، وبمعدل مائة فيديو فى الثانية، وكأنه راعى الرياضة فى مصر، و«وحشتنا يا إرهابى القلوب»، و«ولا يوم من أيامك يا سيد الناس»!

نكت سخيفة، وندب وعويل وسواد، على غرار ما كانت تفعله «المعددة» فى مناسبات العزاء قديما لـ«تسخين» الجو، وزيادة جرعة الحزن والكآبة بين الناس «الحزينة خلقة».

كتائب ولجان إلكترونية جاهزة لضخ أو «بخ» عشرميت تعليق فى ثوان معدودة على أى خبر إيجابى عن الدولة المصرية، وفاصل شتائم وتطاول وتهديد لكل من يتجرأ ويتحدث عن أى شىء جيد.

خبر عن توقف مصنع بسبب أزمة الغاز يسرى كالنار فى الهشيم، وعندما يستأنف المصنع عمله «تانى يوم»، لا تجد أحدا ينشره!

دعوات مريبة ومشبوهة لمقاطعة سلع وبضائع مصرية بحجة أنها لماركات عالمية داعمة ومؤيدة لإسرائيل، لضرب الاقتصاد و«تطفيش» الاستثمارات، بينما الفيسبوك وأخواته الداعمون لإسرائيل بقوة على القلب «زى العسل».

هاشتاجات وصفحات تحريض على الإرهاب والعنف والفتنة (ستزداد الفترة المقبلة غالبا قبل عودة ترامب).

ووصل الأمر إلى درجة تداول صور لـ«المعزول»، وأحد قتلة النائب العام، باعتبار أن ما يحدث للمصريين الآن «ذنب هؤلاء»!

عبث ما بعده عبث!

والغريب أن بعض المصريين «يشيرون»، ولا يبالون، ولا يفكرون، إلا من رحم ربى، رغم أن صوتنا «بح» لسنوات، ونحن نحذر من حروب الجيل الرابع والخامس، ومن الكتائب واللجان الإلكترونية المعادية لمصر من الداخل والخارج، والتي تمول بمليارات الدولارات، من أجل إسقاط الدولة المصرية، وإضعاف ثقة شعبها فى قيادته، وإصابة الجميع باليأس والاكتئاب، تماما كما كان يفعل منافقو المدينة، وكما كانت تفعل إسرائيل فى مصر والعرب بعد ٦٧.

هل حاولت أن تسأل نفسك يوما: من الذى «ينتج» هذه البوستات الكاذبة وينشرها؟

هل حاولت أن تفكر ولو للحظة، من هى الجهة التى تملك الميزانيات الضخمة التى يتم إنفاقها على هذه المواد؟ 

هل مشكلاتنا وأزماتنا مبرر لأن ننقاد هكذا بلا أدنى وعى لنصبح «دمى» تحركها هذه الكتائب، ونقول ما يرضيهم، وما يسعدهم؟ 

هل بعضنا «راض» بدور «المعددة»؟ 

«أليس منكم رجل رشيد»؟ فى كتاب «شبه حرب» like War، يقول بى سينجر وإيمرسون بروكينج إن «التشابه الآن يبدو مخيفا بين ساحات القتال المادية والرقمية»، و«فى هذه الساحة، من المستبعد أن تلفت الحقيقة الأنظار»!

ليتنا ندرك أننا على السوشيال ميديا فى ساحة قتال حقيقية، وفي مطان تتوه فيه الحقيقة، وفى أنسب مكان لخراب العقول والبيوت والأوطان.

 ليتنا نفعل، الآن وليس غدا!

فوقوا يا مصريين «مش كده»!

2.