نماذج من الحياة الوظيفة

في الحياة الوظيفية قلّما نجد من يملك الشجاعة أن يغادر موقعه وهو في ذروة عطائه

نماذج من الحياة الوظيفة
نماذج من الحياة الوظيفة

بقلم فيصل خزيم العنزى

في الحياة الوظيفية قلّما نجد من يملك الشجاعة أن يغادر موقعه وهو في ذروة عطائه في قمة تألقه وهو يقطف ثمار إنجازاته .. كثيرون يتمسكون بالكراسي حتى تبهت صورهم وتذبل طاقاتهم ويُنسى فضلهم .. أما من يتركون المنصب وهم في أوجهم فهؤلاء لا ينسى الناس أسماءهم لأنهم غادروا وهم في صورة المجد لا في ظل التكرار والجمود .. مغادرة الكرسي في قمة النجاح ليست خسارة بل شهادة ناصعة في دفتر التاريخ تقول : رحل وهو في القمة !! ..
وهذه لا يقدر عليها إلا أصحاب النفوس الكبيرة والنظر البعيد !!

في المقابل تأتي المأساة عندما يتسلّم المنصب من يراه فرصة لتصفية حساباته .. لا لتحقيق الأهداف .. فيبدأ باستبعاد الكفاءات لا لضعف أدائهم بل لأنهم لا يوافقونه الرأي أو لأنهم يتفوقون عليه خبرة ومعرفة .. يظن أنه يقطع “شوكة” بينما هو في الحقيقة يقطع أرزاقاً ويقصي عقولاً كان يمكن أن تُسهم في رفعة المكان !!
وهنا تحضرني مقولة الدكتور غازي القصيبي رحمه الله
حين قال بالمعنى : الموظف الذي يعارضك ويقول رأيه بصراحة هو مكسب للمكان لا عبء عليه !!
فالمؤسسات الناجحة لا تُبنى بالمجاملات ولا بحلقات التصفيق بل تُبنى بالاختلاف المحترم وبالمصارحة التي تهدف للتحسين لا للهدم !!

أخيراً :
إن أكبر خسارة لأي جهة ليست في من غادرها
بل في من أُقصي ظلماً أو أُجبر على الرحيل لأن رأيه لم يُطابق هوى من فوقه !!
والمؤسسات التي تطرد الكفاءات وتُقصي من يخالف الرأي لن تبقى طويلة في مضمار النجاح .. لأنّها اختارت الولاء على الكفاءة والسكون على الحيوية والسطحية على العمق !!